يستقبل مسجد قباء بالمدينةالمنورة خلال مواسم العمرة والحج جموعاً كبيرة من الزوار، حيث إنه أول مسجد أسسه الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينةالمنورة وخطه الرسول صلى الله عليه وسلم بيده عندما وصل إلى المدينة مُهاجراً إليها، وشارك صلى الله عليه وسلم في وضع أحجاره الأولى ثم أكمله الصحابة رضوان الله عليهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقصده بين الحين والآخر ليصلي فيه ويختار أيام السبت غالباً ويحث على زيارته، وقد اهتم المسلمون بمسجد قباء خلال العصور الماضية فجدده عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم عمر بن عبدالعزيز الذي جعل له رحبة وأروقة ومئذنة وهي أول مئذنة تُقام فيه وفي سنة 435ه جدده أبو يعلى الحسيني وفي سنة 555ه جدده جمال الدين الأصفهاني وجدده أيضاً بعض الأعيان والمحسنين، وفي العهد السعودي الزاهر لقي مسجد قباء عناية كبيرة فرُمم وجُددت جدرانه الخارجية وزيد فيه من الجهة الشمالية سنة 1388ه وفي عام 1405ه أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- بإعادة بنائه ومضاعفة مساحته عدة أضعاف مع المحافظة على معالمه التراثية بدقة فهُدم المبنى القديم وضُمت قطع من الأراضي المجاورة من جهاته الأربع إلى المبنى الجديد وامتدت التوسعة وأُعيد بناؤه بالتصميم القديم نفسه.