ألقى اليوم الدكتور فهد بن صالح الحواس أستاذ علم الآثار بكلية السياحة والآثار لجامعة الملك سعود محاضرة بالمدرسة العليا للأساتذة بجامعة بوزريعة شمال العاصمة تناولت الاهتمام المتزايد بعلم الآثار في المملكة العربية السعودية. وقدم هذا الباحث السعودي الذي واصل دراسته العليا خارج حدود بلاده خلال ساعة من الزمن، المحاور الكبرى لسياسة البحث العلمي في مجال الآثار التي تشكل في الوقت الراهن علما يحظى بالمزيد من الاهتمام لدى الكثير من الدول ولاسيما المتطورة باعتبار الآثار عاملا من أهم عوامل الهوية والشخصية الوطنية كما أكد الدكتور فهد الحواس أمام طلبة وأساتذة علم الآثار بجامعة بوزريعة بالعاصمة. و أكد الباحث أن تاريخ البحث الأثري في المملكة العربية السعودية، بدأ مع بعثات الاستكشاف الأجنبية في سنوات الخمسينيات حيث تعاونت الحكومة السعودية آنذاك مع البلجيكيين والكنديين وكذا مع معهد الآثار بالعاصمة البريطانية لندن للكشف عن الكثير من المواقع الأثرية المهمة. وأما في الوقت الراهن فإن المحاضر فهد الحواس يقول بأن التعاون السعودي الأجنبي في مجال البحث والتنقيب وصيانة الآثار أخذ شكلا جديدا من خلال أربعة محاور أولها المشروع السعودي الألماني المشترك الذي يتكفل بالبحث والتنقيب وصيانة الآثار في منطقة تيماء شمال المملكة العربية السعودية وأما المحور الثاني فيتعلق بالمشروع السعودي الفرنسي الذي يبحث في منطقة مدائن صالح في حين يتولى المشروع السعودي البريطاني بالبحث والتنقيب على امتداد ساحل البحر الأحمر الذي يعتقد الباحثون أنه يزخر بالآثار والحفريات التي يرجع عمرها إلى آلاف السنين وبخصوص المحور الرابع المتعلق بعلماء الآثار السعوديين، فإن قسم عالم الآثار بجامعة الملك سعود يعمل منذ سنوات في موقعين مهمين أولهما موقع الخريبة بمنطقة العلا شمال غرب المملكة المعروف بآثار ما قبل الإسلام أما الموقع الثاني فيتكفل بآثار منطقة "المابيات" شمال غرب المملكة كذلك كما أن علماء الآثار السعوديين شرعوا منذ فترة حسب الباحث الدكتور فهد الحواس في التنقيب عن الآثار الممكنة والمتاحة بمدينة "فيد" التاريخية بمنطقة حائل. وفضلا عن الدور العلمي والحضاري الكبير الذي تقوم به جامعة الملك سعود في مجال البحث والتنقيب عن الآثارفي بعض جهات المملكة فإن وكالة الآثار والمتاحف التابعة للهيئة العليا للسياحة بالمملكة والتي هي الجهة المسؤولة والمعنية بحماية وصيانة الآثار بالمملكة العربية السعودية تبذل المزيد من الجهود للكشف عن كنوز وذخائرالآثار بمختلف جهات المملكة التي شهدت تعاقب أجيال وأمم وحضارات كما تسعى الوكالة إلى تنفيذ العديد من البرامج التي ستجعل من المملكة دولة من أهم الدول المهتمة بهذا المجال الحيوي والإستراتيجي بالنظر إلى تأثيره الإيجابي أوالسلبي على شخصية وهوية المجتمع ولذا فإن العناية بالآثار تعني بصفة مباشرة العناية بتاريخ الشعوب والأمم. يشار إلى أن محاضرات أخرى ألقيت بمختلف الجامعات الجزائرية بالعاصمة ووهران وعنابة تناولت جملة من المواضيع أهمها تلك التي ألقاها الدكتور عبد الله صالح العثيمين الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية بجامعة الجزائر حول الدعم الذي قدمته المملكة العربية السعودية للثورة الجزائرية وقد تركت هذه المحاضرة حسب تصريحات بعض الأساتذة الجامعيين أثرا طبيا في نفوس الجميع حيث كشفت عن المواقف التاريخية للمملكة تجاه الشعب الجزائري الذي لا زال وسيبقى وفيا للشعب السعودي الكريم بسبب هذا الدعم وبسبب هذه المواقف التاريخية التي لن ينساها الجزائريون . // انتهى // 1220 ت م