مكتشف الآثار ومهندس مستقبل مدينة فيد الأثري الدكتور فهد الحواس رئيس قسم السياحة والآثار بجامعة حائل اسم بارز وشهير واستطاع بدعم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والآثار وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة وصاحب السمو الأمير عبدالله بن خالد بن عبدالله مساعد رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل أن ينقل مدينة فيد إلى مراتب متقدمه ضمن المناطق السياحية والأثرية واليوم في نفس الاتجاه يسهم بدعم من معالي مدير جامعة حائل الدكتور أحمد بن محمد السيف في إبراز مكنونات المواقع الأثرية بالمنطقة عالميا والاستفادة من تعاون جامعة حائل مع الجامعات العالمية خصوصا في مجال الآثار ويسرنا أن يكون د. الحواس ضيفنا في هذا الحوار الذي يكشف فيه أبرز جوانب تعاون جامعة حائل مع جامعة باريس الأولى جامعة السوربون واليكم التفاصيل: في البداية نأمل أن تسلط الضوء على تعاون جامعة حائل مع جامعة السوربون؟ - يعد التواصل العلمي مع الجامعات العالمية المرموقة مطلبا ملحا للرقي بالدراسات العلمية المتعمقة وجامعة حائل من الجامعات التي تطمح إلى الوصول للعالمية من خلال الاستفادة من الخبرات العالمية لتحقيق هدف تبادل الخبرات التي من شأنها الدفع بالمسيرة العلمية وفق خطط الدولة الطموحة ورغبة ولاة الأمر بجعل المؤسسات العلمية في المملكة العربية السعودية بشكل عام ومنطقة حائل بشكل خاص من أولى الدول المتقدمة علمياً، فكانت أولى الخطوات توقيع اتفاقيات مع جامعات مشهورة ومشهود لها بالتقدم العلمي وكان من بين تلك الجامعات جامعة باريس الأولى (السوربون) حيث بادر معالي مدير جامعة حائل الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد السيف بتوقيع اتفاقية تعاون مع جامعة السوربون تتمحور حول الاستفادة من خبرات جامعة السوربون في مجالي السياحة والآثار ومن أجل البدء بتفعيل تلك الاتفاقية قامت جامعة حائل ممثلة بقسم السياحة والآثار بدعوة وفد من جامعة السوربون يضم نخبة من العلماء المتخصصين في السياحة والآثار، للاطلاع على المقومات السياحية والأثرية بمنطقة حائل وعمل ورشة عمل علمية متخصصة، يشارك فيها أعضاء هيئة التدريس والطلاب بالقسم في الفترة ما بين الجمعة 17 إلى 20 من ربيع الثاني 1431ه (2 أبريل إلى الاثنين 5 أبريل 2010م) لتبادل الخبرات العلمية ومناقشة المقررات الدراسية المزمع تدريسها بقسم السياحة والآثار بجامعة حائل. السياحة الثقافية المستدامة كيف كانت أجواء هذه الورشة الأولى بعد الاتفاقية وماذا عن استفادة الطلاب منها؟ - لقد قام وفد جامعة باريس الأولى (السوربون) والذي يضم خمسة علماء في مختلف تخصصات السياحة والآثار بزيارة المواقع والسياحية بمنطقة حائل للتعرف عن كثب على ثراء تراث المنطقة وإلقاء المحاضرات وإعداد ورش عمل علمية كان من أهم محاورها مناقشة المقررات الدراسية لقسم السياحة والآثار في جامعتي حائل وباريس الأولى (السوربون). حيث عرض الدكتور جيرمي من جامعة السوربون مقررات علم الآثار التي يقومون بتدريسها لطلاب البكالوريوس والدراسات العليا، وتناولوا أهدافها وطرق تدريسها وكذلك قدم الأستاذ الدكتور باتن عضو هيئة التدريس بجامعة باريس (والذي يعمل مستشاراً لهيئة اليونسكو) مقررات السياحة والأهمية التي توليها الكلية للسياحة الثقافية المستدامة. وتناول المحاضر أهم المجالات التي يعمل فيها خريجو أقسام السياحة والآثار بجامعة باريس الأولى. واستعرض كل من رئيس قسم السياحة والآثار الدكتور فهد بن صالح الحواس وعضو هيئة التدريس الدكتور ضيف الله الطلحي مقررات قسم الآثار (ورؤية وأهداف واستراتيجية القسم ودوره المستقبلي لتخريج كوادر مؤهلة تعمل على تطوير السياحة الثقافية ودعمها من خلال إنشاء مركز للأبحاث الأثرية الذي سينشأ في المستقبل القريب بالقسم أيضا قدم الدكتور أحمد أبو القاسم والأستاذ الدكتور جمال عبد الرؤوف عرضاً وافياً حول مناهج قسم السياحة موضحين رؤية ومهمة وأهداف القسم وقد شارك جميع الحاضرين من أساتذة وطلاب في مداولات ومناقشات في هذا المحور. وتساءل الطلاب عن إمكانية مواصلة دراساتهم العليا في مجالي السياحة والآثار بجامعة باريس الأولى، ورحب أعضاء الوفد الزائر بهذا التساؤل وأوضحوا للطلاب شروط القبول وأن الجامعة ترحب بالطلاب السعوديين من جامعة حائل لمواصلة دراساتهم العليا في إطار الاتفاقية المبرمة بين الجامعتين. المسوحات والتنقيبات الأثرية ماذا عن المسوحات والتنقيبات الأثرية وإمكانية الاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال. - لقد ركزت ورشة العمل على أهمية تبادل الخبرات في مجالات المسوحات والتنقيبات الأثرية وذلك بتبادل الزيارات لأعضاء هيئة التدريس والطلاب بالجامعتين وفي هذا الإطار قدم الأستاذ الدكتور لستر خبير الدراسات الأثرية عرضاً لأعمال التنقيب التي قامت بها جامعة السوربون بموقع سامراء بالعراق. واستعرض أهم المناهج والتقنيات التي استخدمت في المسح، واختتم حديثه بالإشارة لأهم نتائج مشروع البحث. وتمت مناقشة أحدث السبل لتخطيط وتطوير المواقع التراثية وتهيئتها للسياحة المستدامة والاستفادة من التجارب والخبرات المتوفرة بالجامعتين كما كان من أهم التقنيات الحديثة في دارسة علوم الآثار والسياحة استخدام نظم المعلومات الجغرافية حيث قدمت الدكتورة جسيكا عرضاً مرئياً تحدثت فيه عن خلفية تاريخية وتعريف لنظم المعلومات الجغرافية، وأهمية استخدام هذه النظم في علم الآثار، وقدم أمثلة قامت بها جامعة السوربون باستخدام نظم المعلومات الجغرافية لدراسة بعض المواقع الأثرية والتراثية بسلطنة عمان. وقد شارك الحضور من أعضاء هيئة التدريس والطلاب في مداولات هذا المحور المهم الذي يعكس التطور السريع الذي تشهده مناهج البحث في مجالات الآثار والتراث والسياحة الثقافية. حدثونا عن أبرز النتائج والتوصيات بعد هذه الورشة ؟ - في ختام ورش العمل أشار رئيس الوفد الزائر من جامعة باريس الأولى (السوربون) البروفسور فرنسوا فلنوف أن الجامعة يسرها بدء تفعيل التعاون مع جامعة حائل لما في ذلك من فائدة علمية للجانبين، وأشار إلى أن جامعة باريس الأولى لها خبرة كبيرة في مجال التعاون العلمي مع الجامعات بمنطقة الشرق الأوسط، وأضاف أن لهم اتفاقيات تعاون مبرمة في مجالات السياحة والآثار مع عدد من الجامعات العربية منها لبنان وسوريا وفلسطين والعراق وقطر ومصر. وتم طرح مقترحات وتوصيات ومناقشة لأوجه التعاون المستقبلي بين الجامعتين من أهمها تبادل الزيارات لأعضاء هيئة التدريس بمناسبة معرض تراث المملكة العربية السعودية بمتحف اللوفر بباريس لمدة ثلاثة أشهر اعتباراً من 25 سبتمبر 2010م. وتبادل الوفود الطلابية للمشاركة والاطلاع على أحدث الوسائل والمناهج المتبعة في المسوحات والتنقيبات الأثرية، واستقبال خريجي القسم لمواصلة دراساتهم العليا في مجالات السياحة والآثار وإدارة التراث بجامعة باريس الأولى (السوربون). وكذلك إجراء بحوث علمية مشتركة لأعضاء هيئة التدريس بالجامعتين ونشرها بلغات عدة من بينها اللغة العربية.