يعمل التكتل الأوروبي والصين حاليا على تجنب حرب تجارية ونقدية بينهما وقد تلحق أضرارا جسيمة بمصالح الطرفين. ويجتهد الدبلوماسيون والمسئولون الأوروبيون في بروكسل وقبل عقد سلسلة من الاجتماعات الهامة مع كبار المسئولين الصينيين في بكين الأسبوع الجاري بهدف بلورة خطة تحرك تضمن تدفق السلع والخدمات بين الصين والتكتل الأوروبي ولكن دون ان تلحق خسائر هيكلية جسيمة بالمصالح الأوروبية. وتشهد العاصمة الصينية طوال الأسبوع الجاري العديد من اللقاءات والاجتماعات وعلى مستويات مختلفة مع ممثلين عن التكتل الأوروبي. ويرأس رئيس الوزراء البرتغالي خوزيه سقراطس الجانب الأوروبي في اعمل القمة الصينية الأوروبية المقررة يوم الاربعاء المقبل وفي حضور رئيس المفوضية الأوروبية خوزيه بارزو وعدد من المسئولين الأخيرين. وتمثل القمة السنوية الأوروبية الصينية مناسبة للطرفين لتقييم آلية التعاون القائمة بينها لكنها تنعقد العام الحالي وسط مناخ من التوتر الفعلي بين بيكين وبروكسل بسبب ما يعتبره الأوربيون بالوتيرة غير المتوازنة للمبادلات الثنائية من جهة وسياسة الإغراق الصينية المتعمدة للأسواق من جهة أخرى إضافة الى الضعف غير المبرر لليوان الصيني مقابل اليورو وكذلك إخفاق الصين في الالتزام بمعايير دولية صارمة في مكافحة الاحتباس الحراري. وفي مبادرة أوروبية غير مسبوقة قرر التكتل الأوروبي موازاة لأعمال القمة العادية مع الصين إرسال وفد من الترويكا النقدية الأوروبية هذه المرة لبكين لمناقشة الضعف المتعمد للعملة الصينية في أسواق المال وما تتسبب فيه من خسائر للصادرات الأوروبية حاليا. وتتكون هذه الترويكا من رئيس وزراء لكسمبورغ جان كلود جونكار الذي يرأس منطقة الوحدة النقدية والاقتصادية الأوروبية ومن رئيس المصرف المركزي الأوروبي جان كلود تريشي ومفوض الشؤون النقدية يواكين المونيا. وتعد هذه المهمة الأولى من نوعها التي يقرر التكتل الأوروبي إرسالها إلى شريك تجاري واقتصادي اجنبي وتعكس تنامي القلق داخل الهيئات الأوروبية أمام تصدع الميزان التجاري الأوروبي تجاه بيكين. ويعاني الأوروبيون بشكل متصاعد من ارتفاع سعر العملة الأوروبية اليورو ويتهمون السلطات الصينية بأنها تراهن على اليوان الضعيف لدعم الصادرات الصينية وتمكين المنتجات الصينية من امتيازات تنافسية حاسمة . //يتبع// 1712 ت م