عقد مساء اليوم في الرياض المؤتمر الصحفي المشترك لختام أعمال القمة الثالثة لأعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول / اوبك / برئاسة صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل ومشاركة الأمين العام للأوبك الدكتور عبد الله سالم البدري ومعالي وزير المالية الاستاذ إبراهيم بن عبدالعزيز العساف ومعالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترولية . واستهل سمو الامير سعود الفيصل المؤتمر بتلاوة البيان التالي . . بسم الله الرحمن الرحيم . . أود ان ارحب في البداية بوسائل الإعلام المشاركة في تغيطة قمة الأوبك الثالثة في الرياض والتي عقدت في ظل ظروف دولية هامة لسوق وصناعة البترول العالمية اختلطت فيها المفاهيم وتعددت الرؤى حول التذبذب الكبير الذي تشهده الصناعة ويسرني ان اعبر عن بالغ الارتياح للنتائج التي تمخضت عنها القمة وروح التعاون التي سادت المداولات التي اتسمت بالواقعية والمسؤولية والشفافية في التعامل مع احد اهم مصادر الطاقة العالمية . وهو الأمر الذي عكسه بوضوح إعلان الرياض الصادر عن القمة الذي استند على ثلاثة مرتكزات رئيسية المتمثلة في توفير الأمدادات المستقرة والآمنة للنفط ودعم الرخاء العالمي وحماية البيئة . وأود في هذا الصدد الإشارة إلى المضامين التي اشتملت عليها كلمة خادم الحرمين الشريفين وأكدت على أن النفط ينبغي أن يكون أداة للتنمية والتطوير وليس وسيلة للنزاع والاهواء وان استقرار سوق النفط العالمي هو مسوؤلية مشتركة بين المنتجين والمستهلكين لضمان استمرار عجلة النمو الاقتصادي العالمي . إن هذه المسؤولية المشتركة تستوجب النظر المتعمق لأسباب وعوامل تذبذب اسعار البترول العالمية والمتغيرات الممرتبطة بها من مختلف جوانبها وابعادها وينبغي ان تستند الحلول على الحقائق ولغة الارقام بعيدا عن الافتراضات والتكنهات كما انه من المهم عدم تحميل النفط مسؤولية التغيرات البيئية والمناخية وما يستتبعها من استهداف البترول بعباءة ضريبية باهظة من شأنها التأثير على المستهلكين قبل المنتجين . إننا جزء من هذا العالم وما يعتريه من تغيرات بيئية ومناخية يؤثر على دولنا وشعوبنا ومن هذا المنطلق أعلن خادم الحرمين الشريفين مبادرة حكومة المملكة العربية السعودية بإنشاء برنامج لتمويل البحوث العلمية المتصلة بالطاقة والبيئة والتغير المناخي بمبلغ 300 مليون دولا ولا يفوتني ان انوه في هذا الشأن بتبرع دولة الكويت ودولة قطر ودولة الامارات بمبلغ 150 مليون دولار لكل منهم في البرنامج ونتطلع ان تحظى هذه المبادرة بمساهمة الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء لان المصلحة مشتركة في التعامل مع هذا الموضوع بالشكل الأمثل . إن منظمة الأوبك حرصت منذ إنشائها على العمل من اجل تحقيق استقرار اسواق الطاقة العالمية كما سعت لدعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول النامية وهي حريصة على استمرار جهودها في هذا الشأن بما يضمن الرخاء والنماء العالمي . وختاما . . لا يسعني إلا التأكيد على ان استقرار اسواق النفط العالمية يكمن في التعاون المثمر والجاد بين المنتجين والمستهلكين وقد حرصت حكومة المملكة على تفعيل هذا الهدف من خلال استضافة الأمانة العامة لمنتدى الطاقة العالمي بالرياض ليكون حلقة وصل بين المنتجين والمستهلكين لتعزيز لغة الحوار وتكريس التعاون المشترك . // يتبع // 1852 ت م