أكد مدير عام وكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي أن منطقة الشرق الاوسط الان في أسوأ حالاتها وأن أي مواجهة جديدة في منطقة الشرق الأوسط هي بمثابة سكب مزيد من الزيت علي نار مشتعلة مشيرا الى ضرورة حل المشكلة الفلسطينية والمشكلة اللبنانية واقامة تفاهم بين العالم العربي وبين إيران وبين إيران والمجتمع الدولي. وقال البرادعي في حديث له نشرته صحيفة الاهرام المصرية اليوم أنه لا يوجد من يتحدث عن أن إيران اليوم لديها سلاح نووي وأن هذا يتطلب علي الأقل من3 إلى 8 سنوات لتحصل علي هذا السلاح بما يمنح فترة طويلة للتعاون والحوار وبناء الثقة. واشار الى أن الفترة حتى نهاية العام الحالي خلال الشهرين أو الثلاثة القادمة ستكون حاسمة بالنسبة للتعرف علي نية الجانب الإيراني في شأن طبيعة برنامجه النووي مؤكدا أنه اوضح للمسئولين الايرانيين صراحة أن هذا سيكون بداية لمنعطف آخر تماما في معالجة المجتمع الدولي للوضع الإيراني. وأكد مدير عام وكالة الطاقة الذرية أن الانتقادات الأخيرة التي وجهت اليه بشأن الاتفاق مع ايران بنيت علي سوء فهم أو عن سوء نية مشيرا الى أنه من غير المنطقي أن تعول الانتقادات علي أن العملية ستستغرق شهرين أو ثلاثة لأن موضوع الملف النووي الايراني مستمر منذ أكثر من خمس أو ست سنوات دون الموافقة على طلب تعليق انشطة التخصيب. واضاف أنه اذا تم تنفيذ ذلك خلال شهرين أو ثلاثة وتم التوصل إلي حل للمسائل المعلقة بين الوكالة وبين إيران فإن ذلك سيكون خطوة كبيرة جدا إلي الأمام في طريق الوصول إلي نتيجة بالنسبة لطبيعة البرنامج النووي الإيراني. وحول فكرته لانشاء بنك للوقود النووي قال البرادعي أنها تنطلق من الزيادة الواضحة في الطلب علي استخدام الطاقة النووية وما يصاحبها من ازدياد في الطلب علي الوقود النووي بما قد يؤدي إلي انتشار التكنولوجيا الحساسة لتخصيب اليورانيوم إذا ما قررت العديد من الدول امتلاك قدرات مستقلة لصنع الوقود النووي مشيرا الى أن ذلك سيمكن تلك الدول من التغلب علي أكبر العقبات لصنع سلاح نووي ألا وهو الحصول علي اليورانيوم عالي التخصيب .. وهو ما يجعل النظر في انشاء آلية متعددة الأطراف خاصة بدورة الوقود النووي ضرورة بحيث لا تكون تحت السيطرة المباشرة المنفردة لأي دولة. واضاف أنه لذلك اقترح أن يتم انشاء احتياطي للوقود النووي في شكل بنك للوقود النووي تتولي ادارته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بما يضمن لكل دولة حصولها علي الوقود اللازم للاستخدامات السلمية للطاقة النووية وبما يؤدي إلي انعدام الحافز أو المبرر لأن تطور كل دولة بمفردها دورة وقود نووي مستقلة. وحول المعايير المزدوجة للتعامل مع الملف النووي في الشرق الأوسط وما فيها من الظلم شدد مدير عام الوكالة الدولية على أن هناك معايير مزدوجة في كثير من المسائل وأن هذه المعايير ستستمر حتى يستطيع العالم العربي ان يتقدم اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا مؤكدا أنه وفي هذه الحالة فقط ستختفي المعايير المزدوجة لأنها نتيجة عدم توازن للمصالح والقوي في المنطقة. //انتهى// 1625 ت م