اعتاد الموريتانيون منذ زمن قديم جدا احتساء الشاي الأخضر الذي تحضر كاساته الثلاث وفقا لاوضاع خاصة. ويقترب ترسخ عادة احتساء الشاي الأخضر في موريتانيا من ترسخ عادة تخزين اليمنيين للقات وكذا من تجذر عادة مضغ قطع الكولا المرة المنتشرة في افريقيا على نطاق واسع. وقد أحدث شهر الصيام تغييرات في هذه العادة التي لها أوقاتها المخصوصة فالكثيرون يصابون خلال شهر الصيام بالدوخة والتقيؤ والكسل الشديد بسبب توقفهم عن شرب الشاي الأخضر الذي يجري إعداده حسب التقاليد لدى بزوغ الشمس. ومع إطلاق مدفع الإفطار يقبل الموريتانيون على جلسة الشاي الأخضر التي تنعقد بعد صلاة المغرب.وينتهز الباعة المتجولون الفرصة فيقدمون الشاي على الصينيات لمن أدركه الإفطار خارج بيته أو من ألزمه عمله بالإفطار في المطاعم العامة وبهذا يعيش الموريتانيون الأيام الأولى من رمضان في عراك شديد بين واجب الصيام الذي يعتبر فريضة دينية والتعود الشديد على الشاي الأخضر . ويحتل الشاي الأخضر مكانة هامة في المائدة الموريتانية حيث يبادر الصائمون من متعوديه على احتسائه عند الإفطار ويشترط الموريتانيون في إعداد الشاي ما يعرف بالجيمات الثلاث وهي الجماعة اللازمة لجلسة الشاي والجر وهو تباعد تقديم كاسات الشاي بحيث لا تقدم متتالية بسرعة والجمر وهو إعداد الشاي على الفحم بدل الغاز أو الكهرباء. وتلزم العادات الموريتانية جماعة الشاي بمتابعة احتساء كاساته الثلاث حتى نهايتها ويدفع ضريبة ألف أوقية من اضطرته الظروف لمغادرة المجلس قبل اكتمال جلسة الأتاي كما يسمونه محليا ويتفنن الموريتانيون في استيراد عينات الشاي الأخضر من الصين كما يتفننون في تذوقها ويتقنون بواسطة الشم التفريق بين رديئها وجيدها. وتتصدر عينة تدعى المفتولة العينات المستوردة من الأسواق الصينية ومن العينات الرديئة التي لا يستهلكها سوى الفقراء عينات تسمى الخمرارية وأزرق العين. وللشاي الأخضر فوائده الصحية المجمع عليها في الأوساط الطبية الشعبية الموريتانية حيث أنه يعالج أمراض البطن ويصفي الذهن ويؤكد الأطباء الشعبيون أن أمراضا كثيرة اختفت بينها الاستسقاء وأمراض الطحال والكبد منذ أن تعرف الموريتانيون على الشاي الأخضر مطلع القرن العشرين.