أنهى الليلة الماضية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة زيارة للجزائر دامت يومين إلتقى خلالها بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في جلستين إحداهما بإقامة الدولة بمنطقة زرالدة والأخرى بقصر الرئاسة وسط العاصمة . كما التقى الشيخ خليفة بمقر إقامته غرب العاصمة بكل من عبدالعزيز بلخادم رئيس الحكومة الجزائرية ورئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح وكذا رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري. وقد تناولت محادثات الرئيس الإماراتي مع نظيره الجزائري وباقي المسؤولين الجزائريين سبل تطوير ورفع مستوى التعاون الثنائي بما يخدم المصلحة االعليا للشعبين الشقيقين الجزائريوالإماراتي كما طرق الطرفان القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك. وقد انتهت الزيارة بالتوقيع على مذكرة تفاهم بين الحكومتين الجزائريةوالإماراتية حول الإعفاء المسبق من التأشيرة للديبلوماسيين الذين هم في مهمة وكذا التوقيع على مذكرة تفاهم ثانية حول تعزيز مسيرة التعاون والتفاهم والتشاور بين البلدين الشقيقين وأخيرا إصدار بيان مشترك عبر فيه الطرفان عن ارتياحهما لمستوى العلاقات الأخوية بين الجزائروالإمارات وأكدا فيه تطابق وجهات نظر البلدين حول مجمل القضايا العربية والإقليمية والدولية. وكان ضيف الجزائر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان قد عبر فور نزوله بمطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة الجزائرية في تصريح مكتوب عن سعادته لزيارة الجزائر، التي تدخل في إطار الحرص المشترك على تعزيز مسيرة التعاون الثنائي بين البلدين في جميع الميادين بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. كماأعرب عن ارتياحه لمستوى العلاقات بين البلدين وقال بهذا الخصوص بأنه يشعر بالارتياح لما وصلت إليه علاقات التعاون المشترك وما حققته اللجنة الوزارية المشتركة من منجزات لتوسيع وتطوير هذا التعاون على مختلف المستويات وفتح آفاق جديدة لتحقيق المزيد من التكامل والشراكة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين. وأضاف رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أن هذه الزيارة ستشكل فرصة مهمة للتشاور حول مجمل الأوضاع العربية الراهنة والتطورات والمستجدات الإقليمية والدولية و لتنسيق الجهود والعمل من أجل تعزيز العمل العربي المشترك. وفضلا عن نتائج هذه الزيارة فقد شهد التعاون الثنائي منذ اجتماع الدورة الرابعة للجنة المشتركة في مايو 2006 بالجزائر بعد انقطاع دام 16 سنة وكذا انعقاد الدورة الخامسة بأبو ظبي يومي 12 و13 يونيو 2007 دفعا جديدا حيث أصبح البلدان يرتبطان ب22 وثيقة قانونية تغطي أغلب ميادين التعاون كالاستثمارات والإعفاء الضريبي وتحلية المياه البحر والإعلام والثقافة والشباب والرياضة والسياحة كما تبادل البلدان وثائق تسعة مشاريع هي قيد الدراسة حاليا في مجالات البيئة والتكوين المهني والشؤون الدينية والصناعات الصغيرة والمتوسطة.أما في المجال التجاري فقد بلغت قيمة المبادلات بين البلدين سنة 2006 نحو 130 مليون دولار والحرص قائم بين الطرفين على تعزيزالعلاقات التجارية في المستقبل القريب من خلال تدعيم التعاون في مجال النقل الجوي والبحري وكذا استكمال إنشاء المجلس المشترك لرجال الأعمال في البلدين وذلك تنفيذا لمذكرة التفاهم الموقعة بين غرفتي التجارة والصناعة للبلدين في مايو 2006 بالعاصمة الجزائرية. أما في مجال الاستثمارات والشراكة التي تمثل ركيزة التعاون بين البلدين فإن الاتصالات والزيارات التي قام بها رجال الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الجزائر مكنت من إطلاعهم عن قرب على حقيقة الوضع الاقتصادي بالجزائر وفرص الاستثمار الواعدة بها وأثمرت هذه الإتصالات بالتوقيع على جملة من الإتفاقيات شهر مارس 2007 بين شركتي دوبال ومبادلة الاماراتيتين وشركتا سوناطراك و سونلغاز الجزائريتين لإنشاء مركب لصهر الألمنيوم بمنطقة بني صاف على الحدود الجزائرية المغربية بمبلغ 5 مليارات دولار وكذا إعلان مجمع إعمار الإماراتي عن مشاريع استثمارية ضخمة بالجزائر بكلفة مالية تقارب 20 مليار إلى جانب استثمارات أخرى في مجال الطاقة الكهربائية و استكشاف النفط والغاز إضافة إلى مشاريع أخرى ينتظر الشروع فيها في مجال صناعة الإسمنت وبناء المستشفيات والسياحة والبناء. // انتهى // 1001 ت م