اوصى امام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل وان يعلموا بانهم يغدون ويروحون في آجال قد غيبت عنهم وان ينظروا في الخلاص والنجاة قبل انقضاء اعمارهم فاذا زلت القدم لم ينفع الندم وحينئذ لاتوبة تنال ولاعثرة تقال ولافداء باهل ولامال والحزم في مخالفة الهوى ومحاسن الاخلاق مراقي المعالي 0 وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي القاها اليوم في المسجد الحرام //البشر من غير ايمان بشر بلا غاية وحياة المجتمع من غير دين حياة للأشد والأقوى لا للأفضل والأصلح والأتقى وبريق الحضارة ومظاهر التمدن قد تجلب نعيما وتحقق رفاها لكنها لاتجلب سعادة ولاتحقق طمأنينة 0 البشر بلا ايمان والمجتمع من غير دين مجتمع رخيص غايات اهله لاتتجاوز شهوات البطون والفروج يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام // وتساءل فضيلته// كيف تلين القلوب القاسية اذا طغت المادة في حياة الناس وسرى الجفاف والجفاء في النفوس ماديات وجفاف وجفاء تشتد معها الحياة والاحياء مطالبا ان يتأمل المسلمون هذا الحديث الشريف يقول عليه الصلاة والسلام // لاتدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولاتؤمنوا حتى تحابوا //نعم لاتصلح الحياة الا بالايمان ولايتحقق الايمان الا بالمحبة الحب والتودد ينبع من صفاء النفوس ورقة القلوب والرحمة بالخلق 0 الإخاء والتآخي هو روح الإسلام والإسلام يقيم الصلة بين ابنائه على الحب العميق والإخاء الوثيق حب وإخاء تزدهر فيه عراقة النسب الإنساني وتزدهر فيه حقائق الرسالة المحمدية وما تمتليء به تعاليمها من مشاعر الود ومباهج الحب 0 المسلم الودود سليم الصدر لايربط بين حظه من الدنيا ومشاعره نحو اخوانه ذلكم ان من الوضاعة واللؤم ان تكره غيرك لأنك قد فشلت بنفسك ذلكم هو المنهج الابليسي الشيطاني حين قال //فبما اغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم // يقابل ذلك الإرشاد الرباني حين يقول رب العزة مخاطبا اهل الايمان الذين يحملون عقيدة الولاء والبراء //عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم //فلاتؤمنوا حتى تحابوا0 // يتبع // 1547 ت م