أكد وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي أن التطورات في العالم العربي والمنطقة أوجدت ظروفا جديدة لتعاون بناء بين إيران ودول المنطقة مشيرا في هذا الصدد إلى مباحثاته مع أمين عام جامعة الدول العربيةعمرو موسى وأعضاء دول مجلس التعاون الخليجي على هامش اجتماعات شرم الشيخ حول العراق. وقال متقى في تصريحات له اليوم عقب ختام اعمال مؤتمر دول الجوار العراقي الذي عقد اليوم بمدينة شرم الشيخ أن هذا التعاون العربي الإيراني /والذي قال انه يحظى بدعم قوي من جانب شعوب المنطقة/ إنما يخدم مصالح الجانبين. وردا على سؤال حول ملابسات عدم اجتماعه مع وزيرة الخارجية الإيرانية كوندوليزا رايس على هامش اجتماعات شرم الشيخ قال متقي أنه لم يكن هناك برنامج محدد أصلا لمثل هذا اللقاء وبالتالي فلم يكن من المنطقي أن يتم مشيرا الى أن الخلافات الإيرانيةالأمريكية إنما يعود جزء منها لقضايا إقليمية وكذلك للتراكمات التي لاتزال حاضرة في أذهان الشعب الإيراني. واعتبر متقي أن حل المشكلات بين البلدين يحتاج الى وقت لأن هناك تاريخا طويلا لجذورها موضحا أن تصريحات بعض المسئولين الأمريكيين بها مؤشرات تدل على أن لديهم رغبة في تغيير سياساتهم التي استمرت 27 عاما مع إيران الا أن هذه المؤشرات لم تترجم إلى واقع عملي. وأضاف قائلا أنه إذا ما توافرت إرادة سياسية جادة من جانب الولاياتالمتحدة وانعكست في إطار منطقي وعادل فإنه يمكن لإيران دراستها أما فيما يتعلق بالوضع في العراق فإن إيران مستعدة للتعاون والمساعدة لتحقيق الأمن وإنهاء حالة الاحتلال للعراق. وأكد أن بلاده تقوم بتقديم الدعم العملي للحكومة الشرعية العراقية والمنتخبة ديمقراطيا مشيرا إلى أن مشاركة بلاده في مؤتمرشرم الشيخ يأتي اتساقا مع هذا التوجه. وعما إذا كانت إيران تعتبر إطلاق سراح دبلوماسييها المختطفين في العراق بمثابة شرط قبل أي لقاء بين وزيري خارجيتي إيرانوالولاياتالمتحدة قال متقي إن مثل هذا اللقاء بحاجة لخطوات تمهيدية أولها وجود إرادة سياسية جدية ولابد أن يكون واضحا في هذا الخصوص أن هذا اللقاء ينعكس على مصالح الجانبين مؤكدا ضرورة ألا تكون مثل هذه اللقاءات ذات طابع استعراضي حيث لابد من عمل فني من جانب الخبراء قبل أي لقاء كهذا. وفيما يتعلق باللقاء الذي تم على مستوى الخبراء بين ايرانوالولاياتالمتحدة اليوم أوضح أن النقاش الذي دار خلال ذلك اللقاء انصب حول اجتماعات شرم الشيخ بشأن العراق رافضا اعتبار ما جرى بأنه بمثابة حوار. وجدد متقي انتقاده اللاذع لواشنطن بسبب هجوم القوات الأمريكية على القنصلية الإيرانية في أربيل واختطافها لدبلوماسيين إيرانيين وطالب بضرورة إطلاق سراحهم كما شن هجوما حادا على السياسة الأمريكية في العراق مؤكدا ان التدخل الأجنبي والاحتلال زادا ظروف العراق سوءا وأن معاناة الشعب العراقي الآن انما هي نتاج لاستمرار احتلال أراضيه وللسياسات أحادية الجانب التي تتبعها واشنطن. وطالب متقي الولاياتالمتحدة بالاعتراف بفشل هذه السياسات والعمل على تصحيحها موضحا أن بلاده خصصت مليار دولار فى اطار قرض ميسر طويل الأجل للعراق. وردا على سؤال عما اذا كانت هناك خطوات جديدة بخصوص مستوى العلاقات الدبلوماسية بين مصر وايران وزيادة التنسيق بينهما من اجل حل مشكلات المنطقة أكد وزير الخارجية الايرانى ان مصر وايران لديهما ارضيات مشتركة واسعة مشيرا الى ان هناك تعاون قائما بين البلدين فى مختلف الجوانب وكذلك بين المفكرين والمثقفين فى البلدين كما ان هناك تعاون بين الدبلوماسيين فى البلدين بشأن القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأوضح الوزير الايرانى أن التشاور مستمر من جانب مكتبى رعاية المصالح فى كلا البلدين وهناك خطوات اخرى فى هذا الاتجاه مؤكدا انه اذا ما تم اتخاذ قرار بشأن مستوى التمثيل الدبلوماسى فان من شأن ذلك الارتقاء بمستوى العلاقات بين البلدين. //انتهى// 2023 ت م