تعد اهداءات الكتب ظاهرة قديمة حديثة اذ يعمد المؤلف الى تقديم كتابه للامراء أو العلماء أو لافراد أو لصالح خزانة ما حيث دأب الكتاب سابقاً على كتابة الاهداءات ومن ذلك ما سطره الجاحظ في كتابه / التاج / اهداءً للفتح بن خاقان وكذلك ما سطره ابن خلدون في كتابه / ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر / لخزانة أبو عباس الحفصي بتونس . وقد تناولت محاضرة اقيمت مساء اليوم بعنوان // إهداءات الكتب // ضمن نشاطات معرض الرياض الدولي للكتاب 2007م هذا الموضوع بإدارة عبدالله الرشيد حيث تحدث فيها المحاضران الاستاذ أحمد العلاونة الباحث في التراجم والدكتور فهد السماري الامين العام لدارة الملك عبدالعزيز . وبينً العلاونة في المحاضرة أن الاهداءات أقرب الى كونها ظاهرة حديثة اذ قلت في الماضي أما في العصر الحديث فقد حرص المؤلفون على كتابة اهداءاتهم في صفحة مخصصة في أول الكتاب . واشار الى ان الاهداء يلبي حاجة فكرية أوعاطفية أو اجتماعية للكاتب فيما تعبر عن العطاء والبذل لدى المهدى اليه وقال // إن الاهداءات تعبر عن المودة والحب فالانسان لا يهدي شيئاً الى شخص الا اذا كان على علاقة طيبة معه وقد يكون اعترافاً بالجميل والعرفان للمهدى اليه وبالتالي فعبارات الاهداء صورة كاشفة للمؤلف تعرف بشخصيته // . وأبان أن الاهداء في الكتب من قبل المؤلفين تكون من بلد الى بلد ومن مسلم الى غير مسلم والعكس في حين أن عبارات الاهداء عادة ما تكون من انشاء المهدي وفي بعض الاهداءات يقتبس المؤلف ابيات شعرية أو مقولة لغيره من الكتاب . واستعرض العلاونة عددا من اهداءات الكتب المقدمة الى عدد من الملوك أو الامراء أو العلماء في العصر القديم مشيرا الى أن المؤلفين في هذا العصر درجوا على تقديم اهداءاتهم بخط اليد وهذه تشكل ذكرى لدى المهدى اليه فتجده يحافظ على الكتاب بخلاف قراءته للكتاب . من جانبه استعرض الدكتور السماري نماذج من اهداءات الكتب الى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن / رحمه الله / من خلال بحث اجراه على مجموعة من الكتب بمكتبة الملك عبدالعزيز الخاصة مشيراً الى تنوع هذه الاهداءات التي تحمل في طياتها عوامل سياسية أو ثقافية أو اجتماعية أو سياسية . واستعرض امين دارة الملك عبدالعزيز العامة بواسطة عرض مرئي نماذج عدة لاهداءات الكتب التي قدمت للملك عبدالعزيز / رحمه الله / فمنها ما افردت له صفحة مستقلة وضعت عليها صورة الملك وكتب تحتها الاهداء ومنها اهداء مطبوع على صحفة كاملة واخر على شكل رسالة فيما طبعت بعض الاهداءات بخط يدوي جميل في اطار مزخرف وبعضها تحمل اهداءات ذات عبارات قليلة داخل اطار زخرفي ملون . كما قدمت الاهداءات الى الملك عبدالعزيز بعبارات طبعة على خلفيات كما جاء ذلك في كتاب اهدته الجامعة الامريكية بالقاهر خلال زيارته رحمه الله لمصر سنة 1365 ه فيما جاءت بعض الاهداءات في شكل قصيدة واخرى في شكل مقالة مطولة امتدت من صحفتين الى ثلاث صفحات . وأشار الدكتور السماري من خلال بحثه في مكتبة الملك عبدالعزيز الخاصة الى وجود اهداءات مكتوبة بخط اليد على هامش الصفحات الاولى الى جانب اهداءات مكتوبة بخط اليد على كتب ليست اساساً للمهدى وانما قام باهداء الكتاب لجلالته لاعجابه بمضمون الكتاب اضافة الى وجود اهداءات الى جلالته بلغات غير عربية . // انتهى // 2006 ت م