يوجه نظام غاليليو للمراقبة الفضائية الأوروبية للتحكم والملاحة بواسطة الأقمار الصناعية متاعب متصاعدة تهدد مجمل خطط تنفيذه بشكل فعلي ووفق البرنامج المحدد حتى الان. وأكدت المفوضية الأوروبية في بروكسل رسميا ان الدول الأوروبية لم تتمكن حتى الآن من الوصل أرضية تفاهم فيما بينها لاقتسام مختلف جوانب تنفيذ المشروع واقتسام مؤسساتها للتداعيات الاقتصادية والتجارية والأرباح المترتبة عنه. وأصدرت الرئاسة الدورية الأوروبية التي تتولاها ألمانيا بيان حذرت فيه الدول الأوروبية من مخاطر التأخير المسجل على البرنامج الأوروبي والذي بات يهدده بشكل فعلي. ويمثل نظام غاليليو الأوروبي للملاحة الفضائية والتحكم عن بعد بواسطة الأقمار الصناعية احد اهم المشاريع الصناعية والعلمية الأوروبية المعلنة لكنه بات يعاني من تأخير فعلي بعد ان فشلت الدول الأوروبية في إرساء مؤسسة واحدة مشتركة لإدارته والإشراف عليه. وتجري منافسة محمومة بين المؤسسات الأوروبية الكبرى المتخصصة في شؤون التقنية الفضائية لاحتكار بعض من جوانب المشروع الضخم لدوافع تجارية بالدرجة الأولى. ورفضت مؤسسة /هيسباسات/ الاسبانية للفضاء تحديدا الموافقة النهائية على المشروع بسبب هيمنة مؤسسات فرنسية وألمانية على نظام غليليو بشكل شبه تام. ويهدف النظام الأوروبي الى منافسة نظام المراقبة الفضائية الأمريكي / جي بي اس/ على وجه التحديد. وتقول الدوائر الأوروبية ان موعد البدا في تنفيذه كان محددا حتى لبداية العام المقبل وان الخطة الأولية تقضي بإطلاق ثلاثين قمرا صناعيا أوروبيا يدورون حول الأرض على مدار الساعة لتغطية مجمل الكرة الأرضية وما يمثله ذلك من مكاسب تجارية فعلية في حقل الملاحة المختلفة البرية والبحرية والجوية الى جانب استكشاف الثروات الطبيعية والمناجم والمعادن المختلفة في المستقبل. وقالت الرئاسة الدورية الألمانية انها ستمنح المؤسسات الأوروبية المتخصصة فترة أسبوعين فقط للتوصل الى اتفاق فيا بينها قبل طرح المسالة على قمة الاتحاد الأوروبي المقررة يوم الثامن من مارس المقبل في العاصمة البلجيكية. وتعكس المنافسة الأوروبية بشان التحكم في نظام غاليليو للملاحة الفضائية جانبا معقدا وشائكا من تعامل الدول الأوروبية مع القطاع الصناعي الذي يدار حتى الآن وفق صفقات بين بعض من الحكومات الأوروبية وخارج أي تنسيق جماعي. وتضاف أزمة نظام الملاحة الفضائية الأوروبي الي الأزمة التي تعف بمؤسسة ايرباص الأوروبية لتصنيع الطائرات والي تمر بفترة اضطراب فعلي نتيجة الخلافات الألمانية الفرنسية المحتدمة حول اقتسام مواقع تصنيع الطائرة وتداعيات إعادة هيكلة برامج وخطط التصنيع على مصير المستخدمين الفرنسيين والألمان بالدرجة الأولى. وأخفقت القمة الفرنسية الألمانية الى جرت أعمالها أمس الجمعة في برلين في وضع أي تصور عملي مقبول من الطرفين لإنقاذ مؤسسة ايرباص. // انتهى // 1247 ت م