حذر مؤتمر لغة الطفل العربى فى عصر العولمة الذى استضافته جامعة الدول العربية برعاية صاحب السمو الملكي الامير طلال بن عبدالعزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية مؤخرا من المخاطر التى تهدد لغة الطفل العربى في ضوء الزحف اللغوى الأجنبى ونبهت الدراسات وأوراق العمل التى ناقشها المؤتمر إلى أنه إذا كان إنخراط الدول العربية فى مساعي العولمة المحمومة للتحديث تحمل كثيرا من الإيجابيات فإنها أيضا فى المقابل تحمل فى طياتها كثيرا من التحديات على الهوية والثقافة واللغة العربية خاصة لدى الأطفال. وركزت دراسات المؤتمر الذى نظمه المجلس العربى للطفولة والتنمية على تداعيات تعليم الأطفال لغة أجنبية فى سن مبكرة خاصة فى مرحلة رياض الأطفال لافتة إلى أن البحوث العلمية قدمت أدلة كثيرة على أن تعليم الأطفال لغة أجنبية فى مراحل مبكرة سواء رياض الأطفال أو المرحلة الابتدائية وقبل إتقانهم للحد الأدنى للغتهم الأم يترتب عليه آثارا سلبية على مختلف جوانب نموهم النفسى فضلا عن عدم تمكنهم من إتقان لغتهم الأم بالدرجة المطلوبة. ولفتت الدراسات التى قدمت فى المؤتمر إلى أن الأمم التى حققت تقدما وازدهار اهتمت بلغتها ولم تكن نهضتها على حساب لغتها القومية بل تواكب مع نهضتها الاقتصادية نهضة لغوية وثقافية ومزيد من الاعتزاز بعناصر الهوية القومية وعلى رأسها اللغة بطبيعة الحال موضحة أن اليابان لم تعمل على رفع مستوى اللغات الأجنبية فى بلدها بل ركزت قوتها المالية والمادية لجعل قلة فيها تتقن اللغة الأجنبية لقبول التقدم التكنولوجى وسرعة نقله إلى اللغة اليابانية عبر قنوات المعلومات وإكمال تحويل نظام هذه التكنولوجيا إلى اللغة الأم. وأكدت أغلب الدراسات التى عرضت فى مؤتمر الطفل العربى فى ظل العولمة على الأهمية البالغة للسنوات الأولى من عمر الطفل حيث أثبت الأبحاث أن دماغ الطفل فى الفترة من الميلاد وحتى 10 سنوات يكون قابلا بصورة كبيرة لزيادة عدد وصلاته العصبية وهى فترة يمكن اعتبارها قمة الاستعداد للتعلم فيما نبه عدد من الدراسات إلى خطورة انتشار المربية الأجنبية فى الدول العربية كإحدى وسائل التنشئة فى الأسر العربية الميسورة وما لهذه الظاهرة من آثار سلبية على النمو المعرفى والعاطفى والاجتماعى للطفل. // يتبع // 1541 ت م