عقد مجلس العلماء في لبنان اليوم اجتماعه الأول برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني بمقر دار الفتوى في بيروت تدارس خلاله العلماء الاوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد. وأكد العلماء في بيان اثر الاجتماع الحرص على وحدة الصف الإسلامي والوطني والتمسك بالعيش المشترك بين كافة الطوائف والمذاهب اللبنانية... معربا عن القلق الشديد لما آلت إليه الأوضاع الداخلية بعد قرار المعارضة بالنزول إلى الشارع والاعتصام المستمر حول مقر رئاسة مجلس الوزراء وبخاصة بعد أحداث الثلاثاء الأسود وتداعياتها يوم الخميس التالي يدعوا مجلس العلماء المعتصمين في الوسط التجاري للعاصمة حول مقر رئاسة مجلس الوزراء إلى إنهاء اعتصامهم والعودة إلى ممارسة العمل السياسي من خلال المؤسسات الدستورية المكان الطبيعي للعمل السياسي الديموقراطي وإخلاء الشارع للحياة العامة اليومية للبنانيين ... معتبرا ان الشارع لن يؤدي إلى حل أو نتيجة بل يمعن في الفرقة والانقسام ويدفع البلاد إلى حافة الانهيار وان الحوار والتفاهم داخل المؤسسات الدستورية هو السبيل الوحيد لحل الأزمة اللبنانية. واصدر العلماء فتوى بحرمة التقاتل والاعتداء على الأشخاص والممتلكات الخاصة والعامة بين اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا لقول الله تعالى في القرآن الكريم / من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا /. ودعا إلى نبذ عوامل الفتنة وتعزيز الوفاق والعيش المشترك بين اللبنانيين تحصينا لوحدتهم من التصدع ولوطنهم من الانهيار... وفي هذا الاطار دعا مجلس العلماء كلا من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة إلى التلاقي لما في هذا اللقاء والتشاور من تذليل الكثير من العقبات وحل العديد من التعقيدات. وشدد البيان على ضرورة اعتماد الحوار والحل السياسي للقضايا الخلافية لأن الحوار العقلاني والتفاهم في إطار المؤسسات الدستورية هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمات ولأن الاحتكام إلى الشارع ليس سبيلا للحل ويضع البلاد في أجواء التشنج والاحتقان الطائفي والمذهبي والأخطار الداهمة التي تخدم العدو الإسرائيلي وتحقق أهدافه في تفتيت لبنان وشرذمته... كما شدد على اهمية إفساح المجال أمام المساعي العربية الحميدة لحل الأزمة الراهنة وبالأخص مبادرة الجامعة العربية التي تشكل بارقة أمل لكل اللبنانيين. // انتهى // 1738 ت م