اوصى امام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور اسامة بن عبد الله خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل وان لايموتوا الا وهم مسلمون وان يتقوا الله ربهم الذي خلقهم من نفس واحدة 0 وان يقولوا قولا سديدا ليصلح الله لهم اعمالهم ويغفرلهم ذنوبهم وان يطيعوا الله عز وجل ليفوزوا فوزا عظيما0وان يتقوا يوما يرجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لايظلمون وقال في خطبة الجمعة التي القاها في المسجد الحرام //ان سعادة القلب وسرور النفس وطيب العيش وصفاء الحياة يسعى اليها الناس جميعا وينشدها الخلق كافة وامل يرجو بلوغه العقلاء عامة وتراهم يعملون كل وسيلة ويتخذنون كل سبب ويركبون كل مركب يبلغون به هذه الغاية ويصلون به الى هذا المراد غير ان من انار الله بصيرته والهمه رشده يعلم ان سلامة الصدر من الاحقاد وبراءته من الضغائن وصيانته من الشحناء هو من اعظم ما يدرك به المرء حظه من السعادة وينال به نصيبه من النجاح0 انها سلامة الصدر التي تبدو واضحة في حبه الخير للناس جميعا وسروره بما يسوق الله لعباده من النعم وفي براءة نفسه من حمل الحقد على اخوانه واضمار الضغينة لهم وفي طهارة قلبه من الفرح بالامهم وسرور بما ينزل بهم من مصائب 0ولما لايكون هذا شانه وهو يتلو قول ربه سبحانه وتعالى في كتابه عن دعاء المؤمنين الصادقين المخبتين في دعائهم الصادق المخبت//ربنا اغفرلنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم //واقرؤوا قول النبي صلى الله عليه وسلم حين ساله عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما //اي الناس اثقل يارسول الله قال كل مخموم القلب صدوق اللسان قيل صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب قال هو التقي النقي لااثم فيه ولابغي ولاغل ولاحسد //وهذا لانه يستيقن كما قال بعض اهل العلم ان الخصومة وما ينشأ عنها من أحقاد اذا دنت وتفرعت أشواكها شلت زهرات الايمان واذوت ما يوحي به من حنان وسلام وعندئذ لايكون في أداء العبادات المفروضة خير ولاتستفيد منها النفس فكثيرا ما تطيح الخصومة بالباب ذويها فتتدلى بهم الى اقتراف الصغائر المسقطة للمرؤة والكبائر الموجبة للعنة ذلك ان الشر اذا تمكن من الافئدة فيتناثر ودها وانكسرت زجاجتها امتد الناس الى حال من القسوة والعناد يقطعون ما أمر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض . وقال فضيلته //انه لما كان فساد القلب بالاحقاد ناشئا عن طبيعة فردية طاغية وانانية مستحكمة فلا عجب أن يغدو معول هدم في بنيان المجتمع المسلم القائم على قواعد الايمان ووشائج الحب المشترك والود المشاع والتعاون الوثيق //. // يتبع // 1450 ت م