نظمت مؤسسة " كونراد . أدناور" الألمانية بالتنسيق مع مؤسسة (كوميت . إينفو) للخدمات الإعلامية بإشراف المجلس الإسلامي الأعلى الليلة الماضية بالجزائر ندوة دولية حول حوار الديانات كحتمية بشرية وضرورة إجتماعية وذلك بحضور خبراء جزائريين وأجانب وأساتذة جامعيين ورجال دين يمثلون الإسلام والمسيحية منهم الدكتور أبو عمران الشيخ رئيس المجلس الإسلامي الأعلى والوزيرين الأسبقين للشؤون الدينية بالجزائر الدكتور السعيد شيبان والأستاذ بن رضوان إلى جانب أسقف الجزائر السيد هنري تيسييه كممثل عن الكاثوليك وكذا سفير الفاتيكان وممتل الكنيسة البروتستانتية بالجزائرالسيد ريفيران جونسون والديبلوماسي الألماني"جورج . والندي" ممثلا عن سفارة بلده لدى الجمهورية الجزائرية . وقد أكد راعي الندوة الدكتور أبو عمران الشيخ رئيس المجلس الإسلامي الاعلى بالجزائرأن الحوار بين أصحاب الديانات ولاسيما المسلمين والمسيحيين ينبغي أن يقوم على الإحترام المتبادل وأن يفهم كل طرف الخصوصيات العقائدية والثقافية والتاريخية للطرف الآخر. ودعا إلى تعاون جاد بين المسلمين والمسيحيين لمواجهة المادية العمياء والإلحاد الذي تفشى في كثير من الجهات والأخلاق السيئة التي ترفضها الفطرة السليمة كما رفض رئيس المجلس الإسلامي الأعلى مجددا تصريحات بابا الفاتيكان "بينيديكت السادس عشر" المسيئة للإسلام وللرسول محمد بن عبدلله عليه الصلاة والسلام وقال إن اتهام الإسلام بالعنف والتخلف يؤكد مرة أخرى سوء وعدم فهم الرسالة السامية للإسلام داعيا الغرب إلى دراسة علمية ومنصفة لهذا الدين بعيدا عن التعصب لأن ذلك سيساعد على إنجاح الحوار بين الحضارات والذي يبقى أفضل وسيلة بين أصحاب الديانات لتحقيق الخير والتقدم والأمن للبشرية جمعاء . ومن جهته أكد هنري تيسييه أسقف الجزائر على أهمية الحوار في حياة الإنسان وخاصة إذا تعلق الأمر بالمسلمين والمسيحيين وقال إن هناك عوامل مشتركة بين المسلمين والمسيحيين ينبغي استغلالها لصالح الحوار بين الديانات لتحقيق التفاهم والإنسجام بين شعوب هذه الديانات . وتأسف بعض المتدخلين أمثال الدكتور شيبان والأستاذ بن رضوان وهما وزيران سابقان للشؤؤن الدينية والأوقاف بالجزائرعن استهداف شعوب إسلامية بأكملها( فلسطين ، العراق ، السودان ، أفغانستان ، وغيرها ) من طرف دول غربية تتبنى المسيحية كدين وتدعو إلى الحوار والديمقراطية وحقوق الإنسان وهو ما وصفه البعض بالإزدواجية في معاملة المسلمين . وأشار كل من سفير الفاتيكان وممثل الكنيسة البروتستانتية بالجزائر إلى أهمية التعاون بين المسلمين والمسيحيين لتجاوز الكثير من المشاكل القائمة في العالم . وانتهت الندوة بالدعوة إلى حوار جاد وصادق وموضوعي بين الديانات مع التأكيد على الإحترام المتبادل وعدم إلغاء حضارة الغير وقد أشاد البيان الختامي كذلك بروح المسؤولية العالية التي تحلى بها الحاضرون في ندوة حوار الديانات بالجزائر والتي يمكن أن تشكل نقطة انطلاق لبناء علاقات جديدة بين معتنقي وأنصار كل الديانات( الإسلام والمسيحية واليهودية ) على أساس الحب والتسامح والتعاون . // انتهى // 1514 ت م