كثفت منظمة المؤتمر الاسلامي جهودها لتفعيل التضامن الاسلامي والتزمت نظاما جديدا للعالم الإسلامي يعين على مواجهة تحديات العصر والألفية الجديدة في جميع المجالات وتنظيم أدوات العمل الإسلامي المشترك وآلياته بحيث تكون للمنظمة ومؤسساتها الفرعية دور محوري في إدارة دفة المستقبل للأمة الإسلامية عن طريق روافد المنظمة الأقتصادية والثقافية والإجتماعية والعلمية والتكنولوجية . وأثبتت المنظمة عبر السبعة والثلاثين عاما الماضية فائدتها القصوى إذ استطاعت أن توحد مواقف المسلمين في كثير من القضايا وتقوي أواصر التضامن الإسلامي وتنمي الجوامع المشتركة بينهم وما لبث أن تطورت أعمالها وتوسعت أنشطتها لتشمل ميادين كثيرة اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية وعلمية وإعلامية وتقنية . ومع تلاحق الأحداث المتسارعة التي شهدها العالم وتقلب الأحداث الجيوسياسية وموازين القوى الدولية وتغير المفاهيم الفكرية والممارسات الاقتصادية والقيم الاجتماعية والتطوير التكنولوجي الكبير الذي أسهم في ايجاد الثروة المعرفية الراهنة تعالت أصوات عديدة منذ بضع سنين تطالب بإعادة هيكلة الأمانة العامة بل وإصلاح منظومة المؤتمر الإسلامي كلها وتأصيل ذلك قانونيا بتعديل الميثاق ومؤسساتيا بإعادة الهيكلة لإدراتها ومؤسساتها المختلفة بهدف جعل المنظمة أداة عصرية تخدم قضايا العالم الإسلامي المعاصرة . وبدأ العمل بهذا الإصلاح منذ مدة قريبة ووضعت لذلك دراسات عن طريق مؤسسات متخصصة رسمت كثيرا من التصورات النظرية للعمل الإسلامي المشترك . وجاءت القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة التي عقدت في مكةالمكرمة في شهر ديسمبر الماضي لتحقق تلك الآمال ولتضع خطة عمل عشرية تعين الأمة الإسلامية على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين في المجالات كافة سواء منها ما تعلق بالقضايا السياسية وكيفية التعامل معها أو القضايا الاقتصادية أو الثقافية والفكرية . وانصب اهتمام الخطة على ترتيب الشأن الإسلامي الداخلي فيما يتعلق بالإصلاح والحكم الرشيد والتعاون الاقتصادي والتجاري والدعوة إلى الالتزام الحقيقي بمبدأ التضامن الإسلامي بين أبناء الأمة الواحدة والى مبادئ التسامح ومحاربة التطرف . وأصبحت قمة مكة الإسلامية نقطة تحول في تاريخ المنظمة وانطلاقة واعدة لمسيرة العمل الإسلامي المشترك بالنظر لاتسامها بالنهج القابل للتطبيق العلمي . وبدأ العمل التطبيقي لقرارات قمة مكة عن طريق خريطة مفصلة تحدد الأهداف وآجال تطبيقها وتم بالفعل تطبيق بعض القرارات التي ستحدث تغيرا جوهريا في التعامل مع القضايا الإسلامية المشتركة والدفاع عن القضايا الإسلامية وإبراز صورة الإسلام الحقيقية بما يعيد للإسلام والمسلمين موقعهم المرموق المتميز على الساحة الدولية مما يجعلنا نتطلع إلى المستقبل بكل ثقة وأمل . يذكر أن الأمانة العامة للمنظمة احتفلت في الخامس والعشرين من شهر سبتمبر الماضي بالذكرى السابعة والثلاثين على انشائها وأعربت عن امتنانها للتأييد المتزايد الذي تحظى به أنشطتها المتنوعة وقراراتها ومواقفها العديدة في نصرة الإسلام والمسلمين التي أخذت تنحو في الآونة الأخيرة منحى عمليا يستهدف حسن التنفيذ العملي . واستذكرت الأمانة العامة للمنظمة في هذه المناسبة مؤسس منظمة المؤتمر الاسلامي الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله الذي رأى بحصافة فكره ونفاذ بصيرته أن العالم الإسلامي أضحى بحاجة ماسة لجامعة تضم شتات المسلمين وتكون موئلا يلجأ إليه المسلمون للتشاور وتنسيق المواقف وللتناصر والتضامن . // انتهى // 1325 ت م