نوهت الصحف المصرية الصادرة اليوم بعقد القمة التي جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع اخيه فخامة الرئيس المصري محمد حسني مبارك يوم امس في جدة. وقالت .. /لقد جاءت زيارة الرئيس حسني مبارك للمملكة العربية السعودية في إطار مساعيه ومشاوراته المتواصلة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والزعماء العرب لتنسيق المواقف العربية إزاء التطورات المتلاحقة التي تشهدها قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وأزمة العراق ومشكلة دارفور والملف النووي الإيراني وانعكاساتها على مصالح ومصائر الشعوب العربية/. واكدت ان المملكة العربية السعودية ومصر تمثل قاطرة العمل العربي ولذلك لم تكن الملفات العربية الحساسة الحالية بعيدة عن جو المحادثات الشاملة التي تمت يوم امس في جدة. من جهة اخرى اعتبرت الصحف المصرية ان اساءة بابا الفاتيكان بيندكت السادس عشر المرفوضة للإسلام كدين ولرسول البشرية محمد عليه الصلاة والسلام جاءت في وقت تقوم فيه الصهيونية العالمية بهجوم سافر لا يراعي انسانية او قوانين دولية على كل من هو عربي ومسلم مشددة على ان الدين الاسلامي هو دين تسامح ورحمة للعالمين ويدعو دوما إلى احترام الاديان وحق الانسان في عقيدته. ورأت ان العرب مسلمون ومسيحيون يشعرون بالخيبة من هذه التصريحات التي جاءت بغير حق فالمسلم العربي والمسيحي العربي شركاء ليس في الحضارة والتاريخ فقط بل تربطهم وشائج الاخوة والمحبة والوئام ومنذ 1400 عام تعرض للاسلام ولكنه لم يتأثر لأن الاسلام دين العلم والمعرفة والحكمة مشيرة الى انه على من يتهم الاسلام مراجعة حساباته ويراجع نفسه لأن التاريخ لم يشهد ارغام الإسلام إتباع الديانات الاخرى على اعتناقه بل ضمن لهم حرية العقيدة والعبادة. واعربت الصحف عن املها في ان يطل بابا الفاتيكان على الناس والعالم بعد ليوضح كلامه عن الإسلام لتبديد الالتباس حول سوء الفهم او سوء الترجمة وضرورة سحبه كلماته المسيئة للدين الاسلامي السمح والاعتذار عن هذه الاساءة غير المقبولة مطلقا مؤكدة ان العالم الاسلامي صدم بالاساءات التي تأتي في وقت تسعى فيه الامة الاسلامية جاهدة لفتح حوار حقيقي وفاعل بين الاديان والحضارات خاصة المسيحية فيما جاءت اشارات البابا لتعطي الصورة الخطأ لقادة وشعوب المسيحية. الى ذلك قالت الصحف المصرية ان العالم اليوم يواجه حالة غير مستقرة اذ تتوهم قوة دولية معينة قدرتها على تحقيق ما لم تستطعه القوة الغابرة من الجلوس على قمة العالم وتسيير أموره على طريقتها لفرض اسلوبها وحماية مصالحها على حساب حقوق الدول الأخرى وعدوانا على سيادتها. وشددت على ان هذا التحدي الخطير يفرض على المجتمع الانساني وخاصة دعاة الأديان السماوية الداعية للسلام والعدالة والمساواة الاتحاد في مواجهة قوى الظلم والتجبر وتبني أسلوب الحوار لترسيخ علاقات ايجابية لا تنساق لمحاولات التفرقة وإذكاء الخلافات حتى لا يستفيد أعداء السلام والعدالة والمساواة. وحول العراق رأت الصحف ان على الرغم من الجهود المكثفة التي تبذلها أطراف عراقية مختلفة من أجل إتمام المصالحة الوطنية ووضع العراق على أول طريق الاستقرار تمهيدا لرحيل قوات الاحتلال إلا أن هذه الجهود لم تحقق الهدف المنشود نظرا لعدم تبلورها في عمل مشترك متوافق عليه حتى الآن. واعتبرت أن عمليات القتل على الهوية التي تجري بشكل يومي في العراق باتت تمثل مصدرا من مصادر عرقلة هذه الجهود نظرا لضخامة أعداد القتلى وثبوت أن عمليات القتل أو التصفية الجسدية في غالب الحالات تتم على أساس الهوية إضافة إلى عمليات التعذيب التي تمارس بحق الضحايا قبل قتلهم باتت تثير حالة من الغضب ودعوات للانتقام عادة ما تنفذ بحق أبرياء آخرين يقتلون لحسابات طائفية أو عرقية. واعربت الصحف المصرية عن املها في أن تتمكن الحكومة العراقية من إتمام جهود المصالحة الوطنية لان هذه الجهود هي الخطوة الأولى على طريق بناء عراق واحد وأيضا لبدء آلية محددة لانسحاب القوات الأجنبية من العراق ومن ثم عودة العراق إلى ممارسة دوره كبلد عربي كبير صاحب تاريخ عريق وكنموذج لمجتمع عربي تعددي تتعايش فيه أعراق وأديان وطوائف متنوعة. // انتهى // 0925 ت م