نجح فريق طبي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض يوم أمس الأحد في فصل جنين ملتصق داخل أحشاء طفل حديث الولادة يبلغ من العمر شهرين، في عملية استغرقت نحو 4 ساعات شارك فيها طواقم طبية وتمريضية متعددة الأختصاصات مكونة من 13 أختصاصياً في حالة نادر حدوثها عالمياً. وأوضح استشاري ورئيس قسم جراحة الأطفال بالمستشفى التخصصي الدكتور صالح إبراهيم النصار أن الجنين وجد في وضع مقلوب بالتجويف الخلفي لبطن الطفل الرئيسي، ويتغذى من خلال حبل سري متصل بشريان رئيسي للطفل، وتبين بعد استخراج الجنين الذي توفي لاحقاً، كما هو متوقع أن جنسه ذكر ومصاب بضمور شديد في الرأس وبروز في العينين، كما ظهرت تشوهات خلقية في أطرافة العلوية والسفلية، لافتاً إلى أن لدى الجنين جلد مكتمل، وتحيط به أغشية رحم طبيعية. وأوضح أن صعوبات واجهت الفريق الجراحي أثناء إجراء العملية للطفل الرئيسي /حمدان/ حيث وجد أن أمعائه وكليته اليمنى اتجهت إلى الجانب الأيسر من البطن بسبب وجود الجنين، وقد تم إعادتهما إلى مكانهما الطبيعي، كما تم فصل بعض الأوردة والشرايين الرئيسة الملتصقة بشكل جزئي بالجنين الطفيلي. وأضاف الدكتور النصار أن الطفل (حمدان) يتمتع حالياً بصحة ممتازة، وقد أزيلت عنه أجهزة التنفس الصناعي مباشرة إثر الانتهاء من العملية بعد أن نقل إلى وحدة العناية المركزة لملاحظة حالته خلال 48 ساعة، فيما سيتم نقله إثر ذلك إلى جناح الرعاية الإعتيادية ليقضي نحو 10 أيام، قبل خروجه من المستشفى. وأشار الطبيب المشرف على الحالة أن طول الجنين بلغ 18سم، وعرضه 12سم، وعمقه 12سم، مما يجعله من أكبر الحالات المشابهة، التي بلغ عددها 55 حالة فقط منذ عام 1806م، بعظهم وجدوا بداخل أحشاء أطفال متوفين أثناء الولادة أو توفوا بعد عملية الفصل. وبين استشاري جراحة الأطفال أن هذه الحالة النادرة التي تحدث أثناء الحمل تتمثل في وجود جنين مكتمل في معظم أعضائه الرئيسة داخل جنين آخر ويرجع السبب الرئيس لحدوثها إلى حصول حمل توأم من بويضة واحدة لكن بكيسين منفصلين، وبذلك يكتمل نمو أحد الجنينين دون الآخر نظراً لغياب المشيمة، الأمر الذي يؤدي إلى أن يعيش أحدهما متطفلاً ومعتمداً على شقيقه ليبقى الإستئصال الجراحي وفصل الجنين الطفيلي هو العلاج الأمثل. ويعتمد تشخيص هذه الحالات بشكل رئيس على الأشعة المقطعية أو المغناطيسية، إضافة إلى التشخيص الباثولوجي النسيجي، فيما يساعد وجود العمود الفقري للجنين في التفريق بين هذه الحالة وحالة الأورام ثلاثية الأنسجة . من جهته أوضح الدكتور سيف الصبحي رئيس أقسام الجراحة في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض أن أنقاذ حياة الطفل الرئيسي كانت أولوية مطلقة لدى الفريق الطبي المشرف على الحالة منذ أن جرى نقله من مستشفى الملك خالد بحائل قبل 10 أيام في إطار برنامج للتعاون المشترك يقوم به أطباء أستشاريون من المستشفى التخصصي لمعاينة الحالات المرضية المعقدة في مستشفيات مناطق المملكة المختلفة. انتهى 17/07/2006 15:28 ت م