نظمت هيئة المسرح والفنون الأدائية في الرياض ندوة بعنوان "أهمية الدراماتورجيا في العرض المسرحي" وذلك ضمن سلسلة ندوات منتدى "كالوس". وركزت الندوة التي شارك فيها صبحي يوسف، والدكتور عبدالله الكفري وأدارها الدكتور علي النهابي إلى التعريف بتخصص الدراماتورجيا وتاريخه في المسرح، وإشكالية المصطلح وتوسعه، وأهم الأدوار التي يقوم بها لإثراء العرض المسرحي. واستهل صبحي يوسف الندوة بالإشارة إلى أن تخصص الدراماتورج تواجد منذ بداية المسرح قبل ثلاثة آلاف عام، وذلك من خلال الدور الذي كان يقوم به كُتاب الاعمال المسرحية، التي كان يطغى عليها الشعر، من خلال وضع التصور الإخراجي وتوزيع الأدوار، والعمل على تجويد العرض بشكل مستمر حتى يخرج بشكله النهائي. وأوضح بأن جوهر تخصص الدراماتورج يقوم على مساعدة فريق العمل لإيصال الفكرة للمتلقي بالطريقة المثالية حسياً وفكرياً، من خلال القيام بدور الناقد الذكي لكل عناصر العمل المسرحي، وكبح جماح المبدعين فيه بطريقة محايدة، حتى لا يطغى أحد منهم على الآخر، ليكون الضمير الحي لصناع المسرحية. وقال: "لا يمكن التعميم بحاجة كل الأعمال المسرحية للدراماتورج، وفي نفس الوقت ليس شرطاً أن الحاجة لهذا التخصص فقط للأعمال الضخمة، حيث إن بعض العروض البسيطة من حيث حجم الإنتاج كالمونودراما والتي تتكون من ممثل واحد ومؤلف ومخرج، قد تكون بحاجة ماسة للمتخصص في الدارماتورج نظراً لعمق الفكرة واحتوائها على العديد من التفاصيل المهمة". وأضاف: "هناك مواصفات من الضروري أن تتوفر في شخصية الدراماتورج، من أهمها أن يكون ملماً بالمذاهب المسرحية والإخراجية، ومطلعاً جيداّ في كل المعارف والعلوم الإنسانية، ليقوم بسد كافة الثغرات في العمل، لضمان عدم تسرب الفكرة من عقل المتلقي". من جهته كشف عبدالله الكفري أن أحد أهم أدوار الدراماتورج تكمن في الإجابة على "أسئلة المعنى"، والتي شرحها بأنها محاولة طرح الأسئلة المزعجة للمخرج والمؤلف والممثلين بهدف فهم كيف يفكر الجمهور، ليتم تطوير العمل بشكل مستمر وبناء النص والشخصيات والسينوغرافيا بالشكل المطلوب. وأكد على أن السنوات الأخيرة للمسرح العربي شهدت ظهور تخصص الدراماتورج بشكل واضح، وقال: "العمل المسرحي الذي يبدأ من الفكرة ومن ثم نص يقرأ كحوارات، ليتم بعدها تحويلها لفعل وأداء وفق رؤية فنية إبداعية، يحتم على فريق العمل التعامل مع متخصص يقوم على تنسيق كل تلك الجوانب بشكل متناغم وسلس". وعبر الهاتف شاركت المخرجة سحر عساف في الحديث عن أنواع الدراماتورج، مشيرة إلى أن أبرز العوائق التي تحد من انتشاره بالشكل المطلوب تكمن في معوقات اقتصادية، وقلة العروض والمواسم المسرحية، إضافة لغياب المناهج العلمية التي تسهم في إعداد متخصصين في هذا المجال. يُذكر أن هذا اللقاء يأتي ضمن ندوات منتدى "كالوس" الذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية في سبيل مناقشة الموضوعات المهمة التي تلامس القطاع، إضافةً إلى البحث عن طرق تنميته وازدهاره، والاطلاع على آراء المهتمين والمختصين والخبراء.