يُعد حي حراء الثقافي معلماً ثقافياً سياحياً فريداً من نوعه بجوار جبل حراء بمكةالمكرمة الذي تشرف عليه الهيئة الملكية لمدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة بالتعاون مع إمارة منطقة مكةالمكرمة ووزارة الثقافة ووزارة السياحة وأمانة العاصمة المقدسة وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن والهيئة العامة للأوقاف. ويهدف المشروع إلى تطوير الموقع بما يليق بمكانته التاريخية، ومكانة المملكة العربية السعودية، ورعايتها للبقاع المقدسة، والمواقع التاريخية وقاصديها واستثمار عطاءات المكان الطبيعية، وقيمته التاريخية، بما ينسجم مع مكانة مكةالمكرمة، وبعدها الديني والإنساني والتاريخي, إضافة إلى الإسهام في إثراء التجربة الدينية والثقافية للحجاج والمعتمرين بصورة صحيحة وسليمة وإضافة عناصر تنموية، تمثل قيمة مضافة للمكان، لخدمة زواره من سكان مكةالمكرمة وقاصديها. ويتكون المشروع الذي يقع على مساحة تفوق 67 ألف م2، من مركز الزوار الذي يعرف بمكونات الموقع وطبيعته التاريخية والجغرافية والخدمات الموجودة فيه وطريقة الإفادة من الخدمات والتعامل معها ومعرض الوحي الذي يعرض قصة نزول الوحي على الأنبياء وصولاً إلى خاتم الرسل. ويفرد المعرض جناحًا خاصًا يحكي قصة نزول الوحي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وجانبًا من سيرته عليه الصلاة والسلام كما يحكي المعرض عن بعض مايرتبط بقصة نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم من خلال جبريل عليه السلام وموقف السيدة خديجة رضي الله عنها فبهذا الحدث العظيم عبر عرضً تقني جذابٍ، يأخذ المشاهد في رحلة سمعية وبصرية إثرائية كما يضم المشروع متحف القرآن الكريم وهو أول متحف مختص في القرآن الكريم في مكةالمكرمة بجوار جبل حراء حيث يعرف بكتاب الله تعالى، ويبين عظمته وعالميته، ومظاهر الاحتفاء والعناية به، وأثره في حياة المسلمين. عبر منظومة واسعة من التقنيات الحديثة والمقتنيات المميزة، ومجموعة من أنفس مخطوطات القرآن الكريم. ويشتمل حي حراء الثقافي على المكتبة الثقافية حيث تعني بتاريخ ومعلومات مكةالمكرمة والمدينة المنورة, إضافة إلى السيرة النبوية والشمائل المحمدية كما تعني بشكل خاص بتاريخ وأحداث جبل حراء والغار والمنطقة المحيطة وذلك من خلال الكتب والمراجع العلمية والمعروضات المتنوعة والتقنيات الحديثة, ويحوي المشروع على حديقة حراء التي تضم أماكن للراحة والاسترخاء ومقصورات الجلوس والاستمتاع بحديقة غناء ضمن بيئة خضراء, كما يتكون المشروع من نزل جبلية تتكون كل مقصورة منها على جناح فندقي بخدماته وشرفة مطلة على جبل حراء وباحة علوية للاستجمام, إضافة إلى حديقة خاصة. ويزخر المشروع بمجموعة من المرافق التجارية المتنوعة ومنها المطاعم والمقاهي التي تقدم الأطباق المتنوعة المحلية النابعة من هوية مكةالمكرمة وبلادنا الغالية, إضافة إلى الأطباق العالمية التي تراعي التنوع المطلوب, كما يمكن اقتناء الهدايا والتذكارات الخاصة بالمكان المعبرة عن هويته. ويضم المشروع متحف القهوة السعودية ليستمتع زوار الحي بارتشاف القهوة السعودية ويتعرفوا على التنوع الثقافي في أدواتها ومكوناتها، وطرق تحضيرها في مناطق المملكة المختلفة. وسوف يتاح للزائر الصعود إلى غار حراء عبر طريق ممهد من موقع المشروع أسفل الجبل وسيكون الطريق الوحيد الموصل للغار وسيزود بلوحات إرشادية وأماكن للاستراحة ووسائل السلامة. يذكر أن مشروع حي حراء الثقافي يتميز بوجوده في سفح جبل حراء الذي يعد مقصداً لأعداد كبيرة من الزوار طوال العام وعلى مدار اليوم كما يجاور الحي الطريق الموازي لطريق الملك فيصل الرابط بين مكة والطائف وهو شريان رئيس للقادم إلى مكة أو المغادر منها وسيتم تفويج الزوار إلى الغار على شكل مجموعات وفق دراسة تنظيم الحشود.