ناقشت جلسات اليوم الثاني من ندوة " التدابير الوقائية في مواجهة الجرائم البيئية وحرائق الغابات" التي تنظمها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالتعاون مع إمارة منطقة عسير ومنظمة الشرطة الجنائية الدولية " الإنتربول"، مدى استعداد الجهات المعنية في المملكة لمواجهة حرائق الغابات، وما تطلبه المرحلة المقبلة من تقنيات ومعدات تواكب التطورات العصرية في هذا المجال. وطرحت خلال الندوة أوراق علمية نظرية حول طرق مواجهة جرائم حرائق الغابات، وحضور الجانب التطبيقي الميداني من خلال الربط الميداني المباشر مع فرق الإطفاء التي تعمل على مكافحة حريق شب في إحدى غابات الطائف، حيث تحدث من الموقع أحد الضباط المباشرين للحريق، مشيرا إلى أنه تم تشكيل فريق موحد ربط عدد من الجهات المعنية، مع تواصل إطفاء الحريق الذي بدأت مساحته تتقلص نتيجة لتوفير معدات وكوادر بشرية مؤهلة. وخلال جلسات اليوم الثاني طالب عدد من المتحدثين باستحداث أنظمة وتشريعات حديثة تتضمن آليات مكافحة الحرائق وعقوبات صارمة ضد المتسببين في إشعالها تتوافق مع طبيعية كل منطقة من مناطق المملكة، إضافة إلى التعامل مع حرائق الغابات كأولوية وطنية في المجال الأمني والبيئي والاقتصادي وإعادة النظر في الإجراءات المطبقة، مع دعم إمكانات الدفاع المدني وتفعيل النصوص التشريعية التي تعالج ظاهرة حرائق الغابات ورفع وعي المجتمع والاستفادة من التجارب الدولية في مجال الإجراءات المتبعة في مواجهة حرائق الغابات. وكانت فعاليات اليوم الثاني بدأت بالجلسة الثالثة التي أدارها اللواء الدكتور علي بن عبدالله الشهري بورقة قدمها الرئيس التنفيذي لأبحاث المخاطر الطبيعية في أستراليا الدكتور ريتشارد ثورنتون الذي تحدث عن كيفية تعامل أستراليا مع هذه الحرائق، ودور المركز الوطني للبحوث في تغطية جميع المخاطر الطبيعية. تلته الخبيرة الكورية الدكتورة جونق هي ريون التي تحدث عن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الكورية ودورها في جميع المعلومات والصورة اليومية لمتابعة حرائق الغابات. أما رئيسة وحدة العمليات البيئية المركزية في الحرس المدني الإسباني " جيما أرميرو" فتحدثت من خلال ورقة بعنوان (مقدمة في التحقيق في حرائق الغابات وتقنيات الوقاية منها) عن خطر الحرائق الغابات على الأمن الوطني في إسبانيا وطرق التعامل معها. وفي الجلسة الرابعة من الندوة التي أدارها الخبير توبياس فيمان" تحدث اللواء الدكتور علي الشهري عن الجهود التكاملية للحد من حرائق الغابات، مبينا أن حرائق الغابات تعد من القضايا الحساسة لاعتبارات منها شح منطقة الرصيد من تلك الغابات، مشيرا إلى الانعكاسات النفسية والاجتماعية للحرائق من خلال طرح بعض الأمثلة من حريق جبل "غلامة" في تنومة، وأشار إلى أن بقايا السجائر من أكثر أسباب حدوث حرائق الغابات. وتحدث عن حرص المملكة على الاستفادة من تجارب الدول التنمية ذات الخبرة والممارسات المتميزة في مجال التعامل مع حرائق الغابات. تلته عضوة هيئة التدريس بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتورة ميادة مصطفى المحروقي التي قدمت ورقة بعنوان "التدابير الوقائية لحماية البيئة من مخاطر حرائق الغابات على الصعيد الوطني والدولي"، مبينة أن هناك علاقة متبادلة بين حرائق الغابات وتغيير المناخ، مشيرة إلى أهمية فهم سلوك حرائق الغابات، والعمل على إيجاد تدابير استباقية. ثم تحدث اللواء علي الأسمري عن بعض لوائح المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ودوره في الحفاظ على الغابات والغطاء النباتي في المملكة، مشيرا إلى بعض ما قام به المركز من جهود منذ تأسيسه والعقوبات التي تطبق على المخالفين للأنظمة التي تحمي الغطاء النباتي. تلاه المستشار قتيبة السعدون الذي تحدث خطة إعادة تأهيل مواقع حرائق الغابات في بعض الجبال بمنطقة عسير ، والاستفادة من مشاتل وزارة البيئة والمياه الزراعة في إعادة استزراع الأشجار المحلية مثل العرعر، وختم اليوم الثاني من فعاليات الندوة بورقة تحت عنوان " حرائق الغابات..الآثار وأساليب الوقاية والمواجهة" قدمها العميد نجم الدين بن أحمد بالحاج من تونس قدم فيها بعض الإجراءات للوقاية من حرائق الغابات منها إحداث قواطع للنار وتعهدها بالتنظيف والصيانة بصفة دورية، وفتح مسالك وممرات تسمح بوصول وسائل الإطفاء إلى مختلف أرجاء الغابة، وتركيز نقاط مراقبة، تحسيس وتوعية سكان المناطق الغابية ومرتاديها.