يشهد رالي داكار السعودية 2022 العديد من التعديلات المهمة على نطاق اللوائح الرياضية لمواكبة الهيكل التنظيمي الجديد بين الاتحاد الدولي للسيارات والاتحاد الدولي للدراجات النارية ومنظمة أموري سبورت، حيث ستنطبق لوائح رالي داكار السعودية على الجولات الأخرى من بطولة العالم للراليات الصحراوية الجديدة للاتحاد الدولي للسيارات، والحفاظ على مستويات الإثارة حتى نهاية الموسم، وتستند التعديلات الجديدة للوائح على المجهودات السابقة لضمان خلق فرص متساوية للمنافسات وجعل السباق أكثر أماناً. ويعد رالي داكار الذي يقام على مدار 14 يوماً من أقسى التجارب في رياضة المحركات، والرالي الأعرق على وجه الأرض، حيث يدفع السباق المشاركين به إلى أقصى حدودهم البدنية والذهنية، بينما ينطلقون بمركباتهم في تحدي الصحراء المهيبة للمملكة بتضاريسها القاسية لاختبار قدرتهم على التحمل لمسافة إجمالية تقدر ب 8375 كيلومترا، منها 4258 كيلومترا من المراحل الخاصة الخاضعة للتوقيت، وذلك مروراً بأروع المناظر الطبيعية الخلابة والمناطق الأثرية في المملكة، خلال الفترة من 1 وحتى 14 يناير 2022. وتبرز النسخة 44 من رالي داكار بمسار جديد كلياً يتخلله العديد من المناطق التي تضم مختلف أنواع التضاريس، حيث سيخوض المتنافسون تحديات جديدة بعد إجراء العديد من التغييرات الجذرية على المسار، والتي من شأنها رفع مستوى التشويق والإثارة وإضافة تحديات غامضة أمام السائقين، حيث سينطلقون من ربوع صحراء حائل، متجهين إلى العاصمة السعودية الرياض للاستمتاع بيوم واحد للراحة، قبل مواصلة تحديهم لتضاريس المملكة وكثبانها الرملية المليئة بالخبايا ليحطّوا رحالهم في عروس البحر الأحمر، مدينة جدة، إيذاناً بنهاية الرالي. وتأتي لوائح 2022 بهدف الحفاظ على حمى المنافسة خلال الموسم في بطولة العالم للراليات الصحراوية للاتحاد الدولي للسيارات، والاتحاد الدولي للدراجات النارية، وتتيح لوائح رالي داكار (2022) للدراجين والسائقين والطواقم بالمشاركة في المرحلة حتى إذا لم يتمكنوا من إكمال المرحلة التي سبقتها، ويمكن للمتنافسين مواصلة السباق وجمع النقاط وفقاً لمراكزهم في كل مرحلة، بما يعني امتداد "تجربة داكار" لتشمل كامل المتنافسين الخاضعين لشروط مماثلة، كما تتجدد الرؤية في رالي داكار على صعيد الملاحة منذ إضافة الألوان لكتاب الطريق واتخاذ القرار بعدم منحها إلا قبل بداية المراحل الخاصة، إذ أصبح ذلك قاعدة عامة منذ العام الماضي، وبدأ اعتماد الأجهزة اللوحية للنسخة الرقمية من كتاب الطريق، في قمرات القيادة لطواقم النخبة في ( 2021)، ومن الآن فصاعداً، ستحل هذه الأداة محل كتاب الطريق التقليدي لجميع المتنافسين، وسيتمّ توزيع كتاب الطريق قبل انطلاق كلّ مرحلة. وعلاوة على ذلك، سيتمّ تصنيف بعض المناطق الخطرة ك «مناطق بطيئة» سرعتها القصوى 90 كلم. وسيتواصل تطبيق التدابير التي تم اتخاذها في عام 2021 لخفض السرعات وتقليل خطر وقوع حوادث كبيرة. على سبيل المثال، سيتم إدراج "المناطق البطيئة" في مقاطع معينة تنطوي على مخاطر، وأي متنافس يتجاوز السرعة المسموح بها سينال عقوبة. كما أن إلزامية ارتداء سترات وسادة الهواء للدراجين في فئتي الدراجات النارية والدراجات رباعية العجلات، الذي استند على التقدم التقني الذي حققه صناعي هذه الأدوات . وبدأت فرق رالي داكار في العمل سوياً مع الاتحاد الدولي للدراجات النارية لإعادة النظر في تصميم الخوذات وإنشاء معايير تقنية جديدة ، وكإجراء تحفظي، تم تحديد الوزن الأدنى للخوذة ب 1.1 كيلوغرام، الأمر الذي يستبعد استخدام الخوذات خفيفة الوزن التي لا توفر الحماية الكافية. وتماشياً مع الهدف الشامل لحثّ المتنافسين على الاعتناء جيداً بمركباتهم، لن يُسمح للدراجين بالعمل على دراجاتهم عند محطات إعادة التزوّد بالوقود، حيث سيقتصر التوقف لمدّة 15 دقيقة فقط على إعادة التزوّد بالوقود وأخذ قسط من الراحة. الجدير بالذكر أن هذه النسخة من رالي داكار ستكون الأكبر من حيث المشاركة حيث تستقطب نحو 650 مشاركا، يمثلون 70 جنسية من مختلف أنحاء العالم، ويضم السباق 430 مركبة في مختلف فئات السباق و148 مركبة أخرى في فئة "داكار كلاسيك"، ويتألف مسار الرالي هذا العام من مرحلة تمهيدية واحدة و12 مرحلة عادية، يتخللها يوم واحد للراحة في الرياض. وستكون نسخة 2022 من رالي داكار أيضاً بداية لمبادرة جديدة تُعرف باسم خطة "مستقبل داكار"، التي تهدف إلى أن يكون هناك مجال يتألف بالكامل من المركبات منخفضة الانبعاثات بحلول عام 2030. ولتحقيق هذا الهدف، عملت منظمة أموري سبورت المنظمة للرالي مع الاتحاد الدولي للسيارات على تشجيع الشركات المصنعة على تطوير سيارات تعمل بالوقود البديل، واعتماد فئة "T1 Ultimate" الجديدة والتي ستشهد مشاركة أربع سيارات ضمن هذه الفئة في رالي هذا العام لأول مرة.