اختتم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية برنامجه الدولي للاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية أمس بولاية نيويوركالأمريكية، برعاية صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية. وأقيم الاحتفاء بالتعاون مع الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية في منظمة الأممالمتحدة، بحضور قيادات أممية، وعدداً من أصحاب المعالي ورؤساء الوفود الدائمة من الدول العربية والإسلامية الصديقة. ويهدف البرنامج الدولي للاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية إلى تأسيس برنامج ممتد للاحتفاء باللغة العربية في منظمة الأممالمتحدة، وإطلاق حزمة من البرامج والمبادرات بالتعاون مع الوفد السعودي، إضافةً إلى إبراز الجهود التي بذلتها المملكة في خدمة اللغة العربية، وترسيخ هويتها في العالم، وتمتين الإسهام الفاعل للعربية في المنظمات الدولية، واستعراض للمعرض التوثيقي لبعض المشروعات العلمية الدولية ل"مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتخطيط والسياسات اللغوية" المرتبط بمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وحضور اللغة العربية في العالم وفي المنظمات الدولية. وأشاد صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان في كلمته الافتتاحية المسجلة، بالعمق العربي الذي تمثله المملكة، والمشروع الحضاري الذي تقوده، منوهاً بجهود المملكة الرئيسة التي قامت بها لإدخال اللغة العربية لغة رسمية ضمن لغات الأممالمتحدة، تلا ذلك عرض مرئي للتعريف باليوم العالمي للغة العربية كلغة عمل رسمية ضمن لغات "المنظمة" الست. بعدها ألقى الأمين العام المكلف لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبدالله الوشمي كلمة "المجمع"، مقدماً شكره لسمو رئيس مجلس الأمناء، ومؤكداً عناية المجمع بمسار اللغة العربية في المنظمات الدولية بما في ذلك المؤتمر الدولي الذي أطلقه المجمع برعاية خادم الحرمين الشريفين - حفظة الله -، كذلك الجهد الذي تقوم به منظمة الأممالمتحدة في هذا الشأن. وقال معالي رئيس الجمعية العامة السادسة والسبعين للأمم المتحدة عبدالله شاهد في كلمته : " أود أن أشارككم هذه الاحتفالية الغالية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، والذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر، اللغة العربية من أقدم لغات العالم وأعرقها وأجملها، وهي لغة لا يتحدث بها ما يربو عن ثلاثمائة مليون مواطن عربي من المحيط إلى الخليج فحسب، بل هي لغة الإسلام والمسلمين، ولغة القرآن الكريم، والرابط بين المسلمين في مختلف أصقاع الأرض، وهي لغة الشعر والأدب والعلم، وكان لها الفضل في نقل العلوم والمعارف إلى مختلف قارات العالم، وهي ليست مجرد لغة من 28 حرفاً، بل هي هوية الأمة، لذا فالمحافظة عليها وتطويرها واجب وضرورة ". عقب ذلك أكد معالي المندوب الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، نيابة عن وفد المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة، أن ما تشهده المملكة حالياً من فترة تبشر بإعلان العصر الذهبي للغة العربية، حيث أعلنت المملكة عن إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، إضافةً إلى دعمها لحركة الترجمة من اللغة العربية وإليها. بعد ذلك أوضح معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في كلمته التي ألقاها بالنيابة السفير ماجد عبدالفتاح عبدالعزيز، أن العروبة رابطة ثقافية، تتأسس في جوهرها على اللسان الواحد، قبل أن تكون طموحاً سياسياً، أو إرادة للعمل المشترك على مختلف الأصعدة، ومن دون هذا اللسان الذي ينطق بالضاد من المحيط إلى الخليج لم تكن العروبة لتجد مكاناً لها أو معنى يجسدها ويعبر عنها، مشيراً إلى مبادرة "شهر اللغة العربية" التي ستنطلق في 21 فبراير وتستمر حتى 22 مارس 2022. واختتمت الفعالية بجلسات عن أهمية اللغة العربية والتواصل الحضاري من خلال اللغة والترجمة والفن، والتواصل الحضاري من خلال التراث، والتواصل الحضاري من خلال الأدب، والتواصل الحضاري من خلال فنون التصميم والعمارة، وبرامج عمل ومبادرات لتعزيز اللغة العربية في الأممالمتحدة، بمشاركة من بعض المتخصصين وباحثي الدراسات العليا المقيمين في الولاياتالمتحدةالأمريكية.