قدمت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (كاكست) خلال مشاركتها ضمن وفد المملكة في مؤتمر الأممالمتحدة حول تغيير المناخ الذي تستضيفه مدينة غلاسكو في نسخته ال "COP2 26"، جهودها في مجال تقنيات خفض واحتجاز واستخدام وتخزين الكربون، وذلك بهدف تقديم الدعم العلمي الخاص بالتزامات المملكة للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060. وعرضت المدينة خلال المشاركة تقنيات جديدة في مجال احتجاز الكربون لتطوير "مواد الأطر المعدنية العضوية" بالتعاون مع جامعات ومراكز أبحاث عالمية، حيث تعتمد هذه التقنيات على بناء لبنات عضوية وغير عضوية تشكل هيكل مسامي من الذرات على شكل شبكة لتخزين الجزيئات فيها مما يجعلها مركبات واعدة للاستخدام في تطبيقات تخزين غاز الكربون، واستخدام هذه التقنية في أنظمة تعمل بالطاقة الشمسية ولها طاقة استهلاكية تعادل 1 kw h. وأبرزت المدينة جهودها في مجال خفض الانبعاثات الكربونية من خلال تطوير العديد من التقنيات الهادفة لتحسين كفاءة محركات الاحتراق الداخلي مما يسهم في تقليل معدلات استهلاك الوقود بما يقارب20% الذي بدوره يساعد على الحد من الأثار السلبية على البيئة، بالإضافة إلى تطوير تركيبات مبتكرة من الوقود الحيوي تسهم في تحسين كفاءة محركات الاحتراق الداخلي بشكل كبير، مما يسهل عملية السيطرة على الانبعاثات في قطاع النقل والذي يمثل نحو 20% من إجمالي الانبعاثات الكربونية في المملكة. وفي مجال استخدام الكربون عرضت المدينة الأبحاث التي تُنفذها لاستخدام غاز الكربون في إنتاج مواد ذات قيمة اقتصادية عالية، كما سلطت الضوء على مشروع لتحويل ثاني أكسيد الكربون مباشرةً إلى وقود هيدروكربوني سائل يمكن أن يمهد الطريق لرحلات طيران ذات حياد كربوني ويُنفذه علماء من المدينة بالتعاون مع نظرائهم في جامعة أوكسفورد، والجهود التي يعمل عليها الفريق البحثي لتحسين طريقة التحويل المبتكرة وأداء المحفز وقدمت المدينة في مجال تخزين الكربون أبحاثا معملية لدراسة حقن غاز ثاني أكسيد الكربون في العينات الصخرية لحجزه والاستفادة منه في تحسين استخلاص النفط، وإنتاجه بطريقة متطورة، حيث تتمتع المملكة بأحواض رسوبية عملاقة تحتوي على كميات هائلة من النفط والغاز مدروسة جيولوجياً، وتستخدم فيها تقنيات ومعدات متطورة مما يرفع من الثقة في القدرة التخزينية ويخفض من التكاليف المتعلقة بعملية الخزن لوجود الإمكانات الفنية واقتران التخزين بعمليات الاستخلاص المحسن للنفط حيث أظهرت النتائج تحسن في معدل الإنتاج الإضافي بنسبة 40 % بالإضافة لاحتجاز نسبة من الكربون في هذه الطبقات. أما في مجال الاستدامة النظيفة، فقد دشنت المدينة ضمن مبادرة خادم الحرمين الشريفين لتحلية المياه المالحة باستخدام الطاقة الشمسية، أكبر محطة لتحلية المياه المالحة بالطاقة الشمسية في العالم في محافظة الخفجي بالتعاون مع المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، بسعة إنتاجية فورية تصل إلى 60 ألف متر مكب يومياً، وقدرة إنتاجية للبنية التحتية تقدر ب 90 ألف متر مكعب يومياً، وذلك بهدف تحقيق الاستدامة من إمدادات المياه المحلاة، واستغلال الموارد الشمسية العالية، وتوفير استهلاك موارد الطاقة النفطية التي قد تصل إلى 18 ألف برميل نفط سنوياً، وخفض تكلفة التشغيل لإنتاج المياه بنسبة 40%، وإزاحة 15 ألف طن من الانبعاثات الضارة جراء عمليات التحلية التقليدية باعتبار أن المحطة ذات حياد انبعاثي صفري.