سلطت "اثنينية الحوار" التي أقامها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني -عن بعد- اليوم, بعنوان "معًا نستطيع من خلال التطوع"، الضوء على أهمية التطوع في مواجهة جائحة فيروس كورونا، ودور الجمعيات التطوعية في المجالات الإنسانية والمسؤولية الاجتماعية، إضافة إلى انعكاس خدمات المتطوع على الوطن اقتصاديًا وبيئيًا واجتماعيًا. واستضاف اللقاء الذي جاء تزامنًا مع اليوم العالمي للتطوع كلا من المدير التنفيذي لمركز التطوع الصحي بوزارة الصحة الدكتور سفر سعد بتار, ومستشارة تدريب في التنمية البشرية حصة الشهري، فيما أداره مستشار تأسيس وحدات إدارة التطوع في المنظمات بندر الحارثي. واستهل الدكتور بتار اللقاء بالحديث عن ثقافة التطوع وتأثيرها وأهميتها في مواجهة فيروس كورونا، مشيرا إلى أهمية التطوع في تنمية المجتمعات، وأن أهميته تزداد عند الأزمات والكوارث لما يحمله التطوع من قيمة جليلة، تعزز قيم المواطنة والبذل والعطاء للبلاد. وتطرق إلى دور مراكز التطوع الصحي في خدمة المجتمع، مشيرا إلى أهمية التنسيق والتكامل بين مراكز التطوع الصحي والجهات الصحية من أجل توحيد الحملات التطوعية خلال الأزمات، مستعرضا جهود وزارة الصحة المبذولة في سبيل الارتقاء بمسيرة التطوع الصحي، كما تطرق للحديث عن منصة التطوع التي أطلقتها وزارة الصحة كأداة ووسيلة لربط المتطوعين بالفرص التطوعية لتحقيق أهداف التطوع في رؤية المملكة 2030. فيما سلطت الشهري الضوء على تجربة التطوع خلال جائحة كورونا، وكيف صنعت الإرادة تطوعا مستداما ومؤثرا خلال تلك الأزمة، مؤكدة أن خدمات المتطوع تنعكس إيجابا على الوطن اقتصاديا واجتماعيا، داعية إلى غرس قيم التطوع في النشء وتأهيلهم وتنمية مهاراتهم في العمل التطوعي، وتزويدهم بالمعلومات اللازمة لإدارة فاعلة وجيدة في مجال التطوع. وشهد اللقاء مداخلة رئيس جمعية ليث للإنقاذ بنجران جمعان الغامدي، استعرض خلالها تجربة ومبادرات الجمعية في المجالات الإنسانية والمسؤولية الاجتماعية، وما قدمته من مشاركات في الإنقاذ داخل منطقة نجران ومحافظاتها. وأكد الغامدي أهمية العمل التطوعي، بوصفه ركيزة من الركائز المهمة لرفعة الوطن وإنمائه وتقدمه، من خلال نشر قيم التعاون والترابط بين أفراده، منوها بدور الجمعيات التطوعية في العمل على نشر ثقافة التطوع، من خلال تعزيز نشاطاتها التوعوية للمستفيدين من برامجها. كما شهد اللقاء عرضا لتجربة أريج بنت إياس المتطوعة بجمعية الهلال الأحمر السعودي، وشاركت في العديد من المناسبات وقدمت العديد من الدورات لأبناء المرابطين على الحدود الجنوبية، تحدثت فيها عن العمل التطوعي وكيف طورت أداءها فيه والأثر الذي لمسته خلال رحلتها معه، واصفتها بالتجربة المميزة، التي تركت فيها آثارا إيجابية وأكسبتها الكثير، لاسيما تعزيز شعور الانتماء إلى المجتمع وتحمل بعض المسؤوليات التي تسهم في تلبية احتياجات اجتماعية ملحة، أو خدمة قضية من القضايا التي يعاني منها المجتمع. ويأتي تنظيم اثنينية الحوار في إطار اضطلاع المركز بجهوده في نشر وتعزيز ثقافة العمل التطوعي، بوصفه قيمة إنسانية نبيلة تعزّز ثقافة الحوار والتعايش والتسامح والتلاحم الوطني.