أكّد معالي الأمين العام لمركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الأستاذ فيصل بن معمر، على الأدوار المؤثِّرة للأفراد والقيادات والكيانات الدينية الفاعلة، التي تجعلها قوةً مجتمعية لا يُستهان بها كقدوات في بناء السلام، وقت الأزمات وتحقيق الاستقرار في مجتمعاتها والعيش في ظل المواطنة المشتركة، ومن ثم المساهمة في صياغة خطة الأممالمتحدة للتنمية المستدامة 2030، وتزداد هذه القناعة رسوخًا حينما تشير الإحصاءات إلى أن (8) من كل (10) أشخاص في العالم لديهم معتقدات دينية، مشيرًا إلى نهج برامج مركز الحوار العالمي (كايسيد)، ومنصاته الحوارية العالمية المرتكز على الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وتفعيل دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية لمساندة صانعي السياسات، بوصفه دورًا رياديًا ومحوريًا في دفع أجندة التنمية البشرية المستدامة للأمام قُدمًا، من خلال تعزيز التنسيق والتوكيد على القيم الدينية و الإنسانية . جاء ذلك خلال إدارته حلقة النقاش الإلكترونية عالية المستوى حول القيم الدينية والتنمية المستدامة، التي نظَّمها مركز الحوار العالمي اليوم، بمشاركة معالي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور بندر بن محمد حمزة حجار، والأمين العام لمنظمة أديان من أجل السلام الدكتورة عزة كرم، والممثل الخاص للمدير العام لبرنامج مساعدة الشعب الفلسطيني ضمن برنامج الأممالمتحدة الإنمائي الدكتورة إيفون هيلي، والمنسق الرئيس لمبادرة الإيمان من أجل الأرض التابعة لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة الدكتور إياد أبو مغلي، والمدير العالمي للإيمان والتنمية في منظمة الرؤية العالمية الدكتورة إستر ليمان- سو . وأشار معاليه إلى أن الرؤى والتصورات والطاقات الملهمة لقيادات المؤسسات الدينية باتت مسموعة لدى صانعي السياسات، وأدوارهم أصبحت محل تقدير المجتمع الدولي بالنظر إلى تأثيراتهم كقدوات في مجتمعاتهم الإنسانية، مشيرًا إلى أدوارهم الفاعلة في عدد من مناطق العالم، منها أفريقيا، حيث يقدمون ما نسبته بين 30% إلى 70% من الخدمات الصحية ، ويبذلون جهودًا ملموسة على الصعيد العالمي في مجال التعليم والقضاء على الفقر، مشيدًا بجهودهم الإنسانية والإغاثية المبذولة التي كشفتها المشاريع البارزة، في مجالات: توفير الغذاء والمياه النظيفة والاستثمار في أشكال جديدة من الطاقة والتعليم الشامل وتعزيز المساواة بين الجنسين . وأكد معالي الأمين العام لمركز الحوار العالمي أن إدراج الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية في جدول أعمال 2030 يحمل في طياته تحديات فريدة؛ فغالبًا ما تكون هناك فجوة بين الخطاب الديني للمنظمات الدينية وحقوق الإنسان العلمانية للجهات الدولية والوطنية الفاعلة، مشيرًا إلى أنها الفجوة ذاتها التي يسعى مركز الحوار العالمي إلى ردمها من خلال عمله القائم على تدريب الجهات الفاعلة على مستوى القاعدة الشعبية لأجل إدارة الحوار مع جميع أتباع الأديان والثقافات وصانعي السياسات، عبر برنامج كايسيد للزمالة الدولية، الذي يُنفذ ذلك من خلال بناء منصات توفر مساحات آمنة تسمح للقيادات الدينية بالتفاعل ومساندة صانعي السياسات على مواجهة التحديات المشتركة في مجتمعاتهم التي ترتبط غالبًا بخدمات، مثل: الطعام والماء والبيئة النظيفة ومن خلال بناء ودعم قنوات الاتصال بين المنظمات الدولية والقيادات والمؤسسات الدينية والإنسانية الفاعلة، على سبيل المثال: منتدى الاتحاد الأفريقي للحوار بين أتباع الأديان والمنتدى الأوروبي المعني بسياسات اللاجئين والمهاجرين . وفي ختام كلمته، شدَّد ابن معمر على التزام مركز الحوار العالمي (كايسيد) بالمعايير العالمية في أدائه كمنظمة حوار حكومية دولية، مشيرًا إلى أن كايسيد لا يدخر جهدًا من أجل المساعدة في سد الفجوة بين صانعي السياسات من ناحية وبين القيادات والمؤسسات الدينية والإنسانية من ناحية أخرى، من خلال إجراءات مشتركة ملموسة على سبيل المثال مع منتدى الأممالمتحدة لتحالف الحضارات ومكتب الأممالمتحدة بشأن منع الإبادة الجماعية .