تستعد ألمانيا لإطلاق صافرة البداية المُجدِدة للحياة الرياضية، من خلال استئناف منافسات دوري كرة القدم في 16 مايو من دون جمهور، بعد توقف دام لنحو شهرين بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد. ويمكن لألمانيا أن تلهم مختلف الدول في أوروبا وخارجها، من خلال رسمها خريطة طريق وخطوات عملية قابلة للتطبيق في مسعاها لإنعاش الرياضة، مع اعتماد إجراءات وقائية صارمة خوفا من تفشٍ جديد ل"كوفيد-19". وكانت حكومة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ومسؤولو المقاطعات الألمانية ال 16، قد أعطوا الضوء الأخضر لرابطة الدوري لاستئناف نشاطها بدءا من النصف الثاني من الشهر الجاري، شرط اتباع هذه القيود بحزم. وأكد رئيس رابطة الدوري كريستيان سيفيرت أن العودة ستشكل مثالا يحتذى بالنسبة إلى بطولات ومنافسات أخرى. وقال "يمكننا مشاركة هذا البروتوكول مع الجميع، سنفعل ذلك، إنه في مصلحتنا أيضا"، لافتاً النظر إلى أن العديد من الاتحادات الرياضية في أوروبا والولايات المتحدة وغيرها من الدول "مهتمون بما يقومون به من خلال تواصلهم مع البوندسليغا للإفادة من خبرتها". ولقيت معاودة منافسات الدوري الألماني ترحيب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) السلوفيني ألكسندر تشيفيرين الذي قال "إنها أخبار عظيمة أن تسمح السلطات الألمانية بعودة البوندسليغا". وأضاف "أعتقد أن ألمانيا ستقدم لنا جميعا مثالاً مضيئا على كيفية إعادة كرة القدم إلى حياتنا، بكل ما فيها من شغف ومشاعر وغموض". وستكون التجربة الألمانية موضع اهتمام البطولات الوطنية الكبرى الأخرى الباحثة عن العودة، أي إسبانيا وإيطاليا ًوإنجلترا ، علما بأن فرنسا كانت الوحيدة بين البطولات الخمس الكبرى في القارة ، التي أنهت موسم 2019-2020 وتوجت المتصدر باريس سان جرمان باللقب. وتنطلق صافرة عودة الدوري الألماني في خمسة ملاعب في التوقيت ذاته (13:30 بتوقيت غرينيتش) السبت المقبل. وستحمل المرحلة السادسة والعشرين من البوندسليغا عنوانا كبيرا هو "دربي الرور" بين الغريمين بوروسيا دورتموند (صاحب المركز الثاني) وشالكه (السادس)، في حين يحل بايرن ميونيخ (المتصدر برصيد 55 نقطة) ضيفا على أونيون برلين (الحادي عشر) في العاصمة الأحد. وفي حال سارت الأمور على ما يرام، ستوزع المراحل التسع المتبقية من الموسم كالآتي: سبع منها تلعب في عطلة نهاية الأسبوع، بالإضافة إلى مرحلتين منتصف الأسبوع (26 و27 مايو، و 12 و13 يونيو). وتأمل الرابطة الألمانية في اختتام الموسم بحلول 30 يونيو كحد أقصى، وهو التاريخ الذي تنتهي فيه عقود نحو 100 لاعب في أندية الدرجة الأولى، وأكثر من ذلك في الثانية. وستتمكن ألمانيا بحال تحقيق ذلك، من تجنب التعقيدات القانونية بين الأندية واللاعبين مع نهاية عقودهم، إذا امتد الموسم حتى يوليو. غير أن الدور الفاصل الذي يحدد عملية الهبوط والصعود بين الدرجتين الأولى والثانية، سيقام وحده يوليو. من جهته لم يعلن الاتحاد الألماني بعد موعدا لاستئناف مسابقة الكأس، حيث يتبقى الدور نصف النهائي والمباراة النهائية.