تشهد منطقة الجوف تناميا سريعا في قطاع الإنتاج الزراعي والحيواني في ظل الدعم الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهم الله - واهتمام ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف حرصا من سموه لما لهذا القطاع من أهمية في حفظ الأمن الغذائي بالمملكة الذي يوفر احتياجات المواطنين والمقيمين. وتُعد منطقة الجوف أحد ركائز الأمن الغذائي بالمملكة العربية السعودية باحتضانها الكثير من المزارع والمشاريع الزراعية الكبرى، تنوعت منتجاتها بين التمور والخضار والفواكه والزيتون ومشتقاته ، وما تنتجه المنطقة من الأعلاف وما تحتضنه من مصانع غذائية, إضافة إلى ما تمتلكه من ماشية ومزارع دواجن. وقد عُرفت منطقة الجوف منذ الأزل بوفرة المياه الجوفية وجودة منتجاتها الزراعية ووفرتها لما تتمتع به من طقس يشكل عاملا مميزا لهذه المنطقة التي تعد فريدة في العالم بقدرتها على إنتاج الزيتون والنخيل, فحرارة طقسها في الصيف تساعد على إنتاج النخيل , وشدة برودتها في الشتاء يعمل على تعزيز إنتاج الزيتون. وأوضح المدير العام لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة الجوف المهندس عبدالله بن أحمد الأحمري في تصريح لوكالة الأنباء السعودية بالجوف " واس " أن المنطقة تضم ما يزيد على 3500 مشروع زراعي و 12500 مزرعة، إضافة إلى 8 شركات زراعية حازت البعض منها على جوائز وشهادات دولية في الجودة والأرقام القياسية، حيث سجلت شركة الجوف الزراعية رقماً قياسياً عالمياً في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر مزرعة زيتون حديثة في العالم. وبين أن المنطقة تعتمد في بعض من زراعتها على البيوت المحمية التي تجاوزت 1333 بيتا محميا للزراعة، وتنتج مزارعها ما يفوق 132000 طن من الخضروات، و 62000 طن من الحبوب ، فيما بلغت عدد المزارع العضوية بالمنطقة 8 مزارع، على مساحة 10 آلاف هكتار ، إضافة إلى 9 مزارع تحت التحول لمزارع عضوية بمساحة تقارب 6 آلاف هكتار، وقد بلغ إجمالي الإنتاج الزراعي للزراعة العضوية وتحت التحول 37948.77 طناً سنوياً، كما تنتج المنطقة ما يربو على 70 ألف طن من التمور مختلفة الأصناف، أشهرها حلوة الجوف، إضافة إلى حقول البصل والبطاطا البطيخ والشمام التي تنتج بكميات كبيرة تغطي جميع أسواق المملكة، وتستخدم الزراعة في منطقة الجوف أحدث وسائل الريّ المتبعة للحد من هدر المياه والمحافظة عليها سواء بالتنقيط أو تلك المربوطة بنظام الحاسب الآلي الذي يزود المحاصيل بالكمية التي تحتاجها وفق معطيات المستشعرات في الحقول. وأفاد المهندس الأحمري أن زراعة الزيتون في الجوف واحدة من أنجح المشروعات الزراعية في العالم، ويبلغ عدد أشجار الزيتون في الجوف أكثر من 17 مليون شجرة من 30 نوعاً، تنتج ما يزيد على 10 آلاف طن من الزيت و 15 ألف كجم من زيتون المائدة. ولفصل الصيف طابع خاص في منطقة الجوف يغلب عليه جني المحاصيل الزراعية والفاكهة من نحو مليوني شجرة مثمرة، مثل الخوخ والمشمش والبرقوق والنكتارين والعنب والرمان والتفاح والكمثرى واللوز والفستق الحلبي والتين وغير ذلك من الأصناف، وبكميات كبيرة تغطي الأسواق المحلية والخليجية، تجاوزت كمية إنتاج المنطقة منها 170 ألف طن سنويا. وأضاف المدير العام لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالجوف أن في المنطقة مزرعة للدواجن البيّاض و 4 مشاريع لدواجن اللاحم تنتج من البيض ما يزيد على 15.5052.000 سنويا ومن الدجاج اللاحم 1961000 طن ، وتضخ هذه المشاريع إنتاجها بشكل يومي في أسواق المنطقة والمناطق المجاورة، لتسهم في استقرار الأسعار وتأمين الاحتياج اليومي للمستهلكين، كما تزخر منطقة الجوف برصيد من الثروة الحيوانية تجاوز عدد الأنعام فيها بمختلف أنواعها 3.393.232 ، تنتج الحليب والجبن ومشتقات الألبان، إضافة لكونها مصدر غذاء آمن للحوم الحمراء بالمنطقة. كما تنتج المنطقة 28.355 طنا من العسل ، إضافة إلى المصانع التي تنتج المربيات والأجبان والعصائر وصلصة الطماطم والمخللات. وتبقى المملكة غنية - ولله الحمد - فيما تمتلكه من ثروات وبما حباها الله به من الخيرات التي تجعل منها قوة اقتصادية على مستوى العالم لتكمل مسيرتها في البناء المتواصل والإمداد الغذائي وتأمينه.