أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانيَّة "رصانة"، تقريره لشهر مارس 2020م، استعرض خلاله أبرز التطوُّرات على الساحة الإيرانيَّة. ويشتمل التقرير على ثلاثة أقسام رئيسة، الأول: يتعلق بالشأن الداخلي الإيراني، ويرصد القسم الثاني تفاعلات إيران مع العالم العربي، فيما يتناول القسم الثالث الحراك الإيراني على الصعيد الدولي. فعلى الصعيد الداخلي، تناول التقرير اجتياح فيروس (كورونا) المستجد (كوفيد - 19) إيران على نحوٍ يفوق بقية دول المنطقة، مما جعلها ضمن قائمة الدول الأكثر تضررًا على مستوى العالم. وفي الشأن السياسي، أبرز التقرير سعي إيران لتسييس جائحة (كورونا) وتوجيه الاتهام إلى الولاياتالمتحدة بمسؤولية صناعته، واتضح ذلك من خلال تصريحاتٍ أدلى بها المرشد الإيراني علي خامنئي؛ في المقابل تقدَّم ناشطون إيرانيون بعريضة اتهامٍ ينسبون فيها تفشَّي فيروس (كورونا) إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، وخامنئي؛ لتأخرهما في الإعلان عنه، وعدم اتخاذ التدابير الاحترازية منه لأسبابٍ سياسيَّة. وعلى الصعيد العسكري، تطرَّق التقرير إلى مسؤوليَّة تحويلِ مواجهة جائحة (كورونا) للحرس الثوري الإيراني، وذلك لتحسين صورته لدى المواطنين، خصوصًا بعد حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانيّة مطلع العام الميلادي الجاري، وترديد قيادات الحرس الثوري أقوالًا للمرشد الإيراني بطريقةٍ عسكريَّة، من خلال إعلانهم أن جائحة (كورونا) حربٌ بيولوجيَّةٌ أمريكية ضد إيران. وفي الشأن العربي، تناول التقرير مواصلة إيران مساعيها للاحتفاظ بنفوذها في العراق رغم تصاعد موجات رفض الشعب العراقي لوجودها، بعد استهداف القوات الأمريكية قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سُليماني يناير الماضي، إذ تتمحور المساعي الإيرانية حول دفع ميليشياتها للهجوم على القوات الأمريكية؛ لتسهيل إقصاء التيارات الرافضةِ لوجودها. دوليًا، وصفت طهران العقوبات الأمريكية بأنها إرهاب طبي وصحي، وتحدُّ من قدرتها على مواجهة (كورونا)، من خلال تحرُك وزير الخارجية الإيراني لعددٍ من العواصم الأوروبية، والمنظمات الدوليَّة، كما طالبت الحكومةُ الإيرانية، خامنئي باستخدام الاحتياطي النقدي لمعالجة آثار الأزمة بدلًا من توجيهه إلى الميليشيات.