واصل ملتقى قراءة النص في دورته ال 16 الذي ينظمه النادي الأدبي الثقافي بجدة تحت عنوان "تحولات الخطاب الأدبي السعودي في الألفية الثالثة" فعاليته اليوم ، حيث شارك في الجلسة الخامسة الدكتور عامر الحلواني بورقة عمل تناولت "الرواية السعودية بين التقنيات السينمائية وسلطة المتخيّل" مصحوبة بمقاربة تأويلية للرواية السعودية في ضوء التقنيات السينمائية وسلطة المتخيّل ، لإبراز مظهر مهم من مظاهر تطوّر التجربة الروائية السعودية . وطرح خلال الجلسة الدكتور عبد الله أحمد حامد عبر ورقته "خطاب الرحلة السعودي الجديد بين مأزق السياق وتجليات الشفرة" جملة من الأسئلة في سياق بحثه حول خطاب الرحلة السعودي المنشور بعد دخول الألفية الثالثة عن ملامح التجديد، وآفاق التغيرات ، مقارنة بما سجله هذا الأدب قبل هذه المرحلة ، ليمضي في الإجابة عنها من خلال استحضار نماذج من المدونة الرحلية الجديدة، ومقارنتها بالمدونة السابقة لهذا التاريخ، منطلقًا منهجيًا من "نظرية التواصل" لرومان ياكبسون وفق عنصري " السياق والشفرة " . كما قدم الدكتور عبد الحميد الحسامي ورقة تحت عنوان "خطاب السيرة الذاتية بين المكاشفة والتقنع " ، مقدماً عبرها قراءة في "سيرة الوقت .. حياة فرد .. حكاية جيل" لمعجب الزهراني ، مبيناً أن السيرة الذاتية تعد جنساً أدبياً ينهض على المكاشفة والبوح والاعتراف بتفاصيل حياتية تستدعيها الذاكرة . وطرحت الدكتور سميرة بنت ضيف الله الزهراني خلال الجلسة دراسة بنيوية تكوينية لكتاب " 40 في معنى أن أكبر" لليلى الجهني ، وذلك في ورقتها التي عنونتها ب"السيرة الذاتية وإشكالية التجنيس"، مرتئية في البداية أنه "من المبكر أن تذهب الدراسات النقدية في اتجاه القول بنقاء جنس السيرة الذاتية ، الأمر الذي من شأنه أن تبقى إشكالية التجنيس في ذلك الفن محل نظر واهتمام الدارسين . وأجرت الدكتورة فايزة أحمد الحربي ضمن ورقتها "مقاربة إنثربولوجية للنص الشعري عند أحمد الصالح" مقارنة حول النص الأدبي باختلاف أجناسيته الأدبية صاحب طبيعة أنثروبولوجية ، إذ لا يمثل معطاً فردياً وإنما يتسع لأبعاد ثقافية واجتماعية أسهمت في تكوينه الرمزي والدلالي، بافتراض أن الكتابة الأنثربولوجية عملية متداخلة من التناصية، والحوارية، والتخييلية لافتاً النظر إلى أن الظواهر الفنية التي شكلت بناء النص الأدبي هي انعكاس لذلك العمق الثقافي عند المبدع الذي تفاعل معه باعتباره نسقاً خارجياً استلهم منه حضور الشخصيات الفاعلة في عملية الكتابة . بعدها عُقدت الجلسة السادسة والأخيرة للملتقى التي أدارتها الدكتورة رانية العرضاوي، وقدمت فيها الدكتورة صلوح السريحي ورقة بعنوان " المزيج الأجناسي بين التجاور والتحاور .. الأدب التفاعلي أنموذجاً " ، مشيرة في ثناياها إلى أنه قد تتجاور الأجناس قديمهاً وحديثهاً داخل النص الأدبي الواحد، خالقة بهذا التجاور والتحاور مزيجاً أجناسياً متكاملاً ومتوافقاً . وتناول الدكتور سحمي الهاجري في ورقته بعنوان "سرديات الذهاب والعودة للوطن .. تماهي النوع .. تماهي الخطاب .. دراسة تطبيقية" دخول الأدب السعودي مرحلة زمنية جديدة في الألفية الثالثة ، مضيفاً أن التطور الذي يحدث في الأشكال والبِنى الفنية يؤشر إلى درجة مقابلة من تطور أنماط التفكير والسلوك في المجتمع إبان حقبة زمنية معينة، وأن استظهار سمات تلك اللحظات الحضارية يؤثر بشكل حاسم في فهم واستجلاء الأعمال الأدبية المُنتَجة في تلك المرحلة . كما شارك الدكتور أحمد بن حسين عسيري بورقة حملت عنوان " أدب الخيال العلمي .. المفهوم والتأصيل وموقع المنتج المحلي منه" تطرق خلالها إلى أدب الخيال العلمي الذي هو في بعض تعريفاته أدب استشرافي بالمقام الأول ، ويرتبط بالمكتسب العلمي وبموازاة التحولات الاجتماعية . وقدمت الدكتورة شيمة محمد الشمري ضمن الجلسة ورقة عمل بعنوان "التقنيات الشعرية في القصة القصيرة جداً..من اللغة المرجعية إلى اللغة المراوغة"، مشيرة إلى أن أهم ما يميز النصوص الإبداعية عموماً، والسردية على وجه الخصوص في الألفية الثالثة هو استجابتها لمفهوم الانفتاح الأجناسي، ماضية إلى استجلاء التقنيات الشعرية التي استعارتها القصة القصيرة جداً من الشعر من خلال التوقف عند عينات قصصية جديدة لم يتوقف النقد عندها كثيراً، في محاولة لقراءة جماليات هذا التشكّل ولرصد تشظياته المختلفة والمتنوعة وأثرها في إغناء الفعل السردي. من جانبه رصد الدكتور محمد بن راضي الشريف في ورقته بعنوان " التمظهر التبادلي..القصة القصيرة جداً وقصيدة الهايكو أنموذجاً" تسارع وتيرة منجز الخطاب الأدبي وتفلّته من الدرس النقدي الذي لا يزال – حسب رأيه - يعتوره شيء من لوثة كلاسيكية تشدّه إلى مراعاة العرف الأدبي حيث الأطر النوعية والتعاطي المدرسي . كما شهدت الجلسة السادسة مشاركة الباحثة صالحة المالكي بورقة بحثت في "تداخل الأنواع الأدبية في رواية (حالة كذب) لعبد العزيز الصقعبي" ، حيث تتفق مع سابقيها في أن أبرز ملامح تطور الأدب العربي في الألفية الثالثة يتمثل في بروز ظاهر تداخل الأنواع الأدبية، وكسر الحواجز التصنيفية فيما بينها، وقد تعددت المصطلحات التي تشير إلى التداخل الذي حصل بين الأنواع الأدبية، ومن هذه المصطلحات : تعدد الخواص، وتداخل الأنواع، والكتابة عبر النوعية .