برعاية معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، افتتح معالي نائب وزير التعليم الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي اليوم، لقاء العقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار (2015 - 2024) م وملتقى التعليم المستمر الثاني، الذي يهدف إلى زيادة التوعية في مجال التعليم المستمر، وزيادة التوعية في مجال محو الأمية في جميع المهارات، والتذكير بأهمية هذا المجال. وبدأ اللقاء بكلمة المشرفة على وكالة البرامج التعليمية الدكتورة تهاني بنت عبدالعزيز البيز، أكدت ما توليه القيادة الرشيدة - حفظها الله - لقطاع التعليم من رعاية واهتمام وخاصة التعليم المستمر وتعليم الكبار، الذي يُعد جزءاً مهماً من النظام التعليمي في المملكة، وتقوم عليه كوادر تربوية على قدر عالٍ من التأهيل والمسؤولية وعلى مستوى تطلعات القيادة. فيما نقلت مديرة إدارة التربية والتعليم والبحث العلمي بجامعة الدول العربية الدكتورة دعاء خليفة تحيات الأمين العام للجامعة العربية، وأمنياته بأن تكلل أعمال هذا اللقاء بالنجاح والخروج بتوصيات عملية تسهم في تعزيز الجهود الرامية للنهوض بالتعليم، وتحقيق العقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار. وأشارت الدكتورة دعاء إلى أن الأمية تُعد العائق الأكبر أمام تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وهو الأمر الذي يستدعي ضرورة توحيد الجهود العربية بهدف القضاء عليها، ورغم ما تبذله دولنا العربية من جهود وما نفذته من مشروعات وبرامج وحملات وطنية طوال الفترة الماضية، فإن الأمية مازالت تمثل أحد أهم التحديات التي تواجه الوطن العربي. وأفادت أن الظروف السياسية التي نمر بها من نزاعات وصراعات مسلحة، بالإضافة إلى الأمور الاجتماعية والثقافية، مثل الزواج المبكر والتفكك الأسري والوضع الاقتصادي المحلي والفقر والبطالة والظروف المعيشية وغيرها، ونسبة الأمية في الوطن العربي مرشحة للزيادة نتيجة عدم التحاق قرابة 13 مليون طفل عربي بالتعليم النظامي. بعد ذلك أعرب معالي نائب وزير التعليم الدكتور عبدالرحمن العاصمي سعادته بافتتاح فعاليات الاجتماع الثالث للجنة العليا للعقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار والملتقى الثاني للتعليم المستمر المصاحب، نيابة عن معالي وزير التعليم, مرحباً بالحضور في رحاب وطنهم الثاني المملكة العربية السعودية. وقدم معاليه شكره وتقديره للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على جهودها البناءة ومساعيها الحثيثة لتعزيز أواصر التعاون بين الدول العربية في المجالات الثقافية والتعليمية، سائلاً الله أن يوفق الجميع لتحقيق أهداف الاجتماع والملتقى العلمي المصاحب له لما يعود بالنفع على الأمة العربية ويسهم في دعم جهودها المبذولة لمواجهة مشكلة الأمية وتعزيز الوعي بأهمية التعليم المستمر ودوره في تنمية الموارد البشرية وتمكينها في سياق تعليم نوعي مستدام مدى الحياة. وأضاف معالي الدكتور العاصمي أن المملكة بذلت منذ تأسيسها إلى اليوم جهوداً كبيرة في مواجهة مشكلة الأمية بأساليب متنوعة، وكان ذلك متبوعاً بدعم غير محدود من قبل القيادة الرشيدة التي وضعت التعليم على رأس أولوياتها باعتباره حجر الأساس في نهضة المملكة وازدهارها، واتخذت وزارة التعليم في سبيل ذلك عدداً من الخطوات الإجرائية ووضعت الإستراتيجيات والخطط الوطنية التي أتت ثمارها في هذا المجال، حيث انخفضت نسبة الأمية في المملكة، لتصبح اليوم واحدة من أقل النسب على المستويين العربي والإقليمي. وأوضح معاليه أن الوزارة أدركت أن السياق العالمي الجديد وما فيه من تطورات متسارعة يحتم النظر إلى مشكلة الأمية وفق منظور جديد يراعي المتغيرات العالمية، فتحولت إلى التركيز على الأمية بمعناها الضيق بعدم الإلمام بمبادئ القراءة والكتابة إلى مفهوم نوعي أكثر شمولية يركز على التعليم المستمر وتعديل مفاهيم التعلم مدى الحياة ومحو الأمية الرقمية بالتوازي مع إعداد أبناء هذا الوطن بمهارات القرن الحادي والعشرين والثورة الصناعية الراهنة، وتجسد ذلك بعدد من المبادرات والمشاريع تأتي في طليعتها مبادرة التعلم مدى الحياة استدام، التي تُعد إحدى مبادرات التحول الوطني المنبثق عن رؤية المملكة 2030 وتركز على تعزيز ممارسات التعلم مدى الحياة وتمكين الأفراد من الاستفادة من فرص التعليم والتدريب المتنوعة والوصول إلى مصادر المعلومات وتأهيلهم ليكونوا مواطنين فاعلين قادرين على الإسهام في النهضة التنموية الشاملة التي تشهدها المملكة في عهدها الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -، اللذين ينظران إلى التعليم بوصفه الركن الأساسي لتحقيق التنمية المستدامة وبناء الإنسان المسلح بالعلم والمعرفة والقادر على تحمل مسؤولياته تجاه وطنه ومجتمعه والمشاركة في مسيرة المملكة التنموية المباركة. وأكد العاصمي أن الجميع يعي ويدرك أهمية التعليم ودوره في تحقيق رؤانا وتطلعاتنا المستقبلية، وحجم مشكلة الأمية ودورها في عرقلة وتعطيل مشاريع تربوية في كل أرجاء الوطن العربي الكبير، متطلعاً إلى أن يصل الاجتماع إلى طرق مهمة في التعاون والتبادل في التجارب والخبرات بين الجميع والتباحث في الوضع الراهن ببرامج محو الأمية والتعليم المستمر ومحاولة استشراف آفاق المستقبل في تطوير هذه البرامج ورفع جودتها لتواكب متطلبات التنمية، متمنياً أن تؤتي الجهود ثمارها وأن تسفر عن تحقيق الهدف الطموح لمشروع العقد العربي لمحو الأمية ممثلاً بخفض نسبة الأمية بالدول العربية بكل أشكالها الأبجدية والرقمية والتقنية والحضارية. بعد ذلك كرّم معالي نائب وزير التعليم، مديرة إدارة التربية والتعليم والبحث العلمي بجامعة الدول العربية، ومنسق مشروع العقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار بجامعة الدول العربية، والشركات والمؤسسات المشاركة.