أصرّ لاعبو أتلتيكو مدريد اإسباني ومدربه الأرجنتيني سيميوني، إلا أن يكون إستاد الملك عبدالله بجدة (الجوهرة المشعّة) الأحد المقبل، الميدان الأول في عام 2020م لمعركة (ديربي مدريد) الكروية، لتنضم إلى سلسلة ملاحم تاريخية طالما احتضنتها أعرق ملاعب كرة القدم في العاصمة الإسبانية مدريد، بين قطبي العاصمة (الريال و الأتلتيكو)، وذلك بعد أن قدّم في أمسية الليلة كل ما يمكن ويملك من عطاء وجهد ليظفر بفرحة التأهل لنهائي السوبر الأسباني، وهو ما حازه بعد تغلبه في اللقاء الذي جمعه اليوم بالفريق الكاتلوني برشلونا، الذي حاول جاهداً بدوره ليكون الظافر بالتأهل لمباراة الكأس الأحد القادم، وهو الحلم الذي أبى لاعبو الأتلتيكو السماح به، وأكدوا أنهم الأحق والأجدر والأكثر جدية به ليمنحوه هديةً لجماهيرهم وليحظوا بليلة سعيدة، في عروس بحرٍ، طالما تفننت في منح الفائزين من عشاق كرة القدم الفرح، عندما تبتسم شطآنها مضفيةً على الاحتفال طابع هذه المدينة الباسمة دائماً. ففي لقاء هذا المساء ضرب الأتلتيكو مدريد موعدًا مع جاره ريال مدريد، لمواجهته في نهائي كأس السوبر الإسباني الأحد، الذي تستضيفه جدة، في الفترة من 8 إلى 12 يناير 2020، وتنظمه الهيئة العامة للرياضة ضمن الفعاليات التي تندرج تحت برنامج "جودة الحياة". وتمكن أتلتيكو مدريد من التغلب على منافسه برشلونة بثلاثة أهداف لهدفين في مباراة حظيت بحضور جماهيري كبير وصل إلى 60 ألف متفرج، شهد شوطها الأول سيطرة برشلونية كبيرة وتحفظ دفاعي خطط له بجدارة المدرب سيميوني وطبقه رفاقه لاعبو أتلتيكو مدريد، باقتدار، ما حال دون أن يتمكن أحد الطرفين من تسجيل أي هدف. وفي الشوط الثاني الذي كان مغايرًا عن سابقه، بإثارة وحماس كبيرين، حيث باغت أتلتيكو مدريدبرشلونة بالهدف الأول سجله البديل "خورخي كوكي" في الدقيقة 46، لكن قائد برشلونة ولاعبه المميز "ميسي" أعاد فريقه بتسجيله هدف التعادل في الدقيقة 51. وأعاد ميسي مجددًا الكرّة عند الدقيقة 60 واستطاع من إضافة الهدف الثاني في مرمى أتلتيكو مدريد، لكن تقنية "الفار" حرمته من هذا الهدف بعد لمسه الكرة باليد، لكن هدف التقدم لم ينتظر طويلًا حيث تلقى "سواريز" كرة عرضية متقنة من الظهير الأيسر "جوردي ألبا" سددها بكل قوة يتصدى لها الحارس "أوبلاك"، لتعود للفرنسي "أنطونيو غريزمان" الذي سددها برأسه مرة أخرى لتعلن عن هدف التقدم لبرشلونة بالدقيقة 63 ولتصبح النتيجة 2 - 1 . تقنية "الفار" تظهر مجددًا وتحرم برشلونة من هدف ثالث سجله المدافع جيرارد بيكيه بداعي التسلل في الدقيقة 74، فيما مثّلت الدقيقة 80 نقطة تحول كبير ومفاجئ في أحداث اللقاء، بعد أن انقلبت الموازين رأسًا على عقب، بعد أن تحصل أتلتيكو مدريد على ركلة جزاء تسبب بها حارس المرمى، تقدم لها "ألفارو موراتا" ليسجل هدف التعادل الثاني لفريقه، الأمر الذي امتد حتى الدقيقة 81، عندما انتفاض الروخي بلانكوس وضرب دفاع برشلونة مجددًا، بعد انفرد "آنخل كوريا" بمرمى برشلونة ليسجل الهدف الثالث في الدقيقة 86، وهو ما قابله ميسي ورفاقه بحيرة وعجز عن العودة ومعادلة النتيجة ثم الرجوع إلى مباراة أدارت للبلوقرانا ظهرها، وتقول لهم لمّا أطلق الحكم صافرة نهايتها: "لن يلبس هذا النهائي حلة "كلاسيكو إسبانيا"، لأن أتلتيكو مدريد قرر أن يلبس مباراة الكأس حلة "ديربي مدريد"، الذي سيتخذ ملعب "الجوهرة المشعة" ميداناً سيكتب بحروف مذهّبة فهو أول ديربي يلعب في هذ العام الجديد 2020م، بين قطبي العاصمة الإسبانية، لذا ستخط تفاصيل هذا الحدث الكروي في صفحة جديدة من صفحات تاريخ هذا الديربي المدريدي العريق.