نظمت الملحقية الثقافية بسفارة المملكة العربية السعودية في مملكة المغرب، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -ايسيسكو-اليوم بمقر المنظمة بالرباط، احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، الذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، بحضور معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المغربية الأستاذ عبدالله بن سعد الغريري, وخبراء ومختصين في اللغة العربية. وأوضح معالي المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الدكتور سالم بن محمد المالك أن المحتوى الرقمي المكتوب باللغة العربية في شتى المجالات لا يتجاوز 3% من مجموع المحتوى العالمي على الإنترنت، مؤكدًا أن النهوض باللغة العربية في أبعادها التربوية والعلمية والإعلامية مسؤولية مشتركة وعلى الجميع تحمل مسؤولياته إزاءها كل من موقعه. وأشار إلى أن المنظمة في إطار رؤيتها الجديدة تولي اهتمامًا كبيرًا لتجديد المناهج والوسائل في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، إيمانًا بضرورة الاستفادة مما توفره تقنية المعلومات والاتصالات من فرص هائلة لتيسير تعليمها وتعلمها في مختلف البيئات الثقافية. وشدد على أن نمط المدرسة النظامية الحضورية القائم على مركزية المعلم سيتغير في العقدين القادمين تغيرًا جذريًا سريعًا نحو منظومة تعليمية قائمة أساسًا على البرامج والتطبيقات الرقمية، وهو ما بدأت ملامحه تتشكل في الدول المتقدمة من خلال نظام الفصل التعليمي الرقمي ومنظومة المدرسة الذكية والمدرسة المفتوحة. وكشف المدير العام للايسيسكو عن أن المنظمة تشترك حاليًا مع البنك الإسلامي للتنمية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) في وضع الأسس المنهجية وبلورة خطة متكاملة لصياغة إطار مرجعي مشترك لتعليم اللغة العربية وتعلمها، سيكتمل إعداده خلال السنتين القادمتين، وهي مبادرة حضارية كبيرة يُنتظر أن تملأ فراغًا منهجيًا كبيرًا تعانيه برامج تعليم اللغة العربية وتقويم كفايات متعلميها. بدوره أبرز المشرف على أعمال الملحقية الثقافية السعودية ناصر بن طامي البقمي جهود المملكة العربية السعودية واهتمامها باللغة العربية ونشرها وتعزيزها على المستوى العالمي إيمانًا منها أن اللغة تحمي الأمة وتحفظ هويتها وكيانها. ولفت البقمي إلى أن رؤية المملكة 2030 أولت عناية خاصة لهذا الأمر بالتأكيد على أن اللغة العربية جزء أساسي من مكونات الهوية الوطنية السعودية، مستعرضًا المشاريع التي اعتمدتها المملكة في الداخل والخارج لدعم اللغة العربية وتعليمها لغير الناطقين بها. وتضمنت هذه الاحتفالية أيضًا عقد ندوة علمية في موضوع "تعليم اللغة العربية في المدرسة الرقمية "، ومعرضًا للخط العربي، وتقديم نموذج لسبورة تفاعلية رقمية خاصة بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وزيارة وفود طلابية لمقر منظمة الايسيسكو للاطلاع على جهودها في مجال تعليم اللغة العربية ، إضافة إلى معرض لمنشورات المنظمة في المجالات الثقافية والعلمية والمعرفية. وكانت فعاليات احتفاء الإيسيسكو باللغة العربية قد بدأت الأسبوع الماضي بالتزامن مع حلول اليوم العالمي للغة العربية الموافق 18 ديسمبر في كل عام، وذلك في مركزيْها التربويين في نجامينا بجمهورية تشاد، وفي كوالالمبور بماليزيا، وفي مندوبيتها بجزر القمر.