تُتلف الحروق أنسجة الجسم بسبب تعرضها لحرارة حارقة، أو لحرارة أشعة الشمس لمدة طويلة، أو لمادة كيميائية، أو تيار كهربائي، أو غيرها من المسببات، وتعد من الإصابات الشائعة التي تتم معاينتها طبياً في المستشفيات والعيادات الطبية. وتصنف حروق الجلد لدرجات استنادًا إلى سماكة الجلد المحروق، كما أنه من الممكن أن يتغير تصنيف الحرق خلال الأيام القليلة الأولى، بمعنى أن الحرق قد يبدو سطحيًّا في البداية، ثم يصبح أعمق بمرور الوقت، لذلك من المهم معرفة علامات الحروق الجلدية الأكثر خطورة التي تستلزم العلاج بوساطة مقدم الرعاية الصحية؛ كون الحروق المتوسطة والشديدة قد تتسبب في عدد من المضاعفات الخطيرة، وتتطلب علاجًا عاجلًا. وأوضح اختصاصي جراحة التجميل في مستشفى الإمام عبد الرحمن الفيصل الدكتور مهند أحمد، أن الحروق من الإصابات الشائعة وتتعرض لها جميع الأعمار من الرضع إلى كبار السن، وتتراوح بشدتها من حالات بسيطة يمكن أن تعالج في العيادات الخارجية إلى الحالات الخطيرة التي تستدعي الدخول للمستشفى أو العناية المركزة مع مدة علاج طويلة ومضاعفات غير مرغوبة. وأشار إلى أن الحروق تصنف بشكل أساسي إلى حروق حرارية وحروق كهربائية وحروق كيميائية، فالحروق الحرارية تنتج عن التعرض للسوائل الحارة وغالبا ما تكون بسبب حوادث منزلية ويكون ضحيتها الأطفال أو بسبب التعرض المباشر للهب النار كما في حوادث الحرائق وقد تترافق مع حروق تنفسية ناتجة عن استنشاق الدخان وغاز أول اكسيد الكربون السام. وذكر اختصاصي جراحة التجميل أنه يمكن تصنيف الحروق إلى أربع درجات بحسب شدة الإصابة وعمق الحرق في الجلد والطبقات تحت الجلد، حيث تصنف الدرجة الأولى لحروق سطحية تصيب البشرة فقط وتؤدي إلى احمرار في الجلد وألم موضعي وتشفى عادة خلال أيام بدون آثار وتعالج بالمسكنات الخفيفة والكريمات الملطفة، بينما حروق الدرجة الثانية تترافق مع تجمع السوائل تحت البشرة أو انفكاك وتسلخ البشرة أو تشكل فقاعات وتترافق مع آلام متوسطة إلى شديدة وتعالج في العيادات الخارجية إذا كانت محدودة وصغيرة المساحة بينما تحتاج الحروق الواسعة من الدرجة الثانية أو التي تصيب الوجه واليدين إلى الاستشفاء في وحدات الحروق الخاصة. وبيّن أن حروق الدرجة الثالثة يصل فيها الحرق كامل الجلد ويحتاج المصاب إلى التنويم وتلقى العلاج في المستشفى وقد يتطلب تدخل جراحي، أما في حروق الدرجة الرابعة ففيه يمتد الحرق عميقاً إلى الطبقات تحت الجلد مثل الشحم والعضلات وهذه الحالات تحتاج إلى مدة طويلة من العلاج والعمليات الجراحية وقد تترك آثارا سيئة على المصاب ومن حوله، لذا لابد من متابعة الحروق وفي حال أنه لم يشف الحرق بالوقت المحدد لابد من مراجعة الطبيب. وأكد اختصاصي جراحة التجميل في مستشفى الإمام عبد الرحمن الفيصل ، أنه عند تقديم الإسعافات الأولية للمصاب في مكان الحرق لابد من إزالة الملابس وتبريد الموضع بالماء المعتدل، أو وضع رفادات وقطع قماش مبلل بالماء العادي وتهدئة المصاب ثم نقله إلى أقرب نقطة صحية، مع تجنب وضع أي مواد فوق الحرق مثل المعاجين والمساحيق غير الطبية التي قد توثر سلباً . ودعا إلى توخي الحذر وضرورة التأكد دائما من أن البيئة المحيطة بنا آمنة واتباع أساليب السلامة للوقاية من الحرائق والانتباه للأطفال في المنزل وإبعادهم عن مصادر الحرارة وعدم وضع حمل زائد على الكهرباء وتوصيلاتها، موصياً بضرورة رفع الوعي لدى الأسرة بمعرفة أنواع الحروق وكيفية عمل الإسعافات الأولية لها. //انتهى// 17:37ت م 0156 www.spa.gov.sa/2015530