بدأت في القاهرة اليوم أعمال اجتماع الوزراء المسئولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي ،في إطار المؤتمر السابع عشر للوزراء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي العرب الذي يقام تحت عنوان (الذكاء الاصطناعى والتعليم: التحديات والرهانات). ورأس وفد المملكة العربية السعودية في الاجتماع معالي نائب وزير التعليم للجامعات والبحث والابتكار الدكتور حاتم بن حسن المرزوقي. وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة الدكتور خالد عبد الغفار في كلمته الافتتاحية إن هذه الدورة جاءت بمثابة فرصة للجميع لكي نجدد خلالها عهدنا بأن نتعاون تعاونا كاملاً فى ميادين التعليم العالى والبحث العلمى؛ بهدف بناء وتأهيل أجيال عربية واعية مستنيرة مبتكرة قادرة على تطوير مجتمعاتها. وأضاف أن البحث العلمي هو عصب التطور التكنولوجي والتنمية الذي تصل به الأمم إلى حالة التقدم الصناعي والاقتصادي والتنموي، وأن بلاده لم تألُ جُهدًا في سبيل إصلاح وتطوير منظومة التعليم والبحث العلمي والعلوم والتكنولوجيا والثقافة النافعة، مشيرا إلى الشروع في إنشاء 8 جامعات تكنولوجية موزعة على كافة محافظات الجمهورية، وتم الانتهاء من ثلاث منها بالفعل، وهو ما نادى به الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة 2030 الذي يتفق بشكل كبير مع استراتجيتنا الوطنية التي تنادي بضرورة مواجهة تحديات تطوير المهارات والتعليم والتدريب التقني والمهني الجامعي وقبل الجامعي وتوفير فرص التعلم مدى الحياة لأكبر عدد من الراغبين فيه. وأكد الدكتور خالد عبد الغفار على ضرورة توفير تعليم عالٍ وآليات بحث علمي تتماشى والاتفاقيات الدولية القائمة الأمر الذي يفرض علينا أن نمضي قُدماً نحو التصديق على الاتفاقية العربية الخاصة بالاعتراف بمؤهلات التعليم العالى من أجل التأكيد على أهمية الحراك الأكاديمي كأداة للارتقاء بالتعليم العالي. وأشار إلى إننا نعيش اليوم الثورة الصناعية الرابعة والتي من شأنها تغيير كيفية صناعة الأشياء، ومن أهم التقنيات الناجمة عن هذه الثورة الذكاء الاصطناعى الذي يعتبر في النهاية محصلةً للذكاء البشري، مشيرا إلى ضرورة التعاون سويًا كوحدة واحدة من أجل الرقى بالتعليم العالي والبحث العلمي في وطننا العربي ووضع التصورات المستقبلية والاستراتيجيات الموحدة التي من شأنها صقل مهارات أبنائنا وتنمية معارفهم وبناء المزيد من القدرات الابتكارية لديهم فبقدر الاستثمار فى العنصر البشرى يتحقق التقدم وتُجنى ثمار التنمية. كما أشار المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الدكتور محمد ولد أعمر في كلمة مماثلة إلى أهمية مناقشة كيفية استخدام الذكاء الصناعي في تطوير التعليم العالي والبحث العلمي في الدول العربية ومساعدتها علي استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة التى توفرها تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في إتاحة التعليم العالي بالعالم العربي لكل فئات المجتمع ومنها النساء والوصول بالخدمات التعليمية إلي المناطق النائية، موضحاً الدور الكبير الذي يمكن لتكنولوجيا المعلومات الحديثة القيام به في التغلب على التحديات التي واجهت التعليم والبحث العلمي في الدول العربية على مدار السنوات السابقة. وأكد أن الألكسو ستعمل على تنفيذ توصيات المؤتمر وتفعيل تطبيقها في مجالات عملها المختلفة المعنية بالثقافة والتربية والعلوم. وجرى خلال اجتماع وزراء التعليم العالي والبحث العلمي العرب عرض فيلم وثائقي عن التعليم في مصر. ويهدف المؤتمر إلى تبادل الخبرات العربية في مجال التعليم العالى والبحث العلمى، ودراسة بعض قضايا التعليم العالى ومشكلاته، ووضع الحلول المناسبة لها، وكذلك وضع تصورات مستقبلية لبعض مسارات التعليم العالى واتجاهاته.