أكد المدير التنفيذي للموارد البشرية في أرامكو السعودية المهندس نبيل بن خالد الدبل ، أن الذكاء الاصطناعي مكّن الآلة من أداء مهام مستقلة واتخاذها بعض القرارات البسيطة، بيد أن الإنسان يمكن أن يضطلع ب "الإبداع واستغلال الكثير من الموارد". وأضاف المهندس نبيل في ندوة تحت عنوان "مستقبل التوظيف" التي عقدت اليوم ، ضمن فعاليات ملتقى لقاءات الدمام 2019 التي ينظمها صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف)، أنه في ظل التغيرات المتسارعة في سوق العمل فإنه من المتوقع مستقبلاً أن يغير الفرد نمط وظيفته ومكان عمله ما لا يقل عن سبع مرات في حياته الوظيفية. وأشار إلى أن شركة أرامكو حرصت في بدايات الثورة الصناعية الرابعة على تطوير مهارات بعض موظفيها في مجال الأتمتة وتقنية الروبوت، إضافة إلى تحفيز الإبداع والابتكار، مشيراً إلى أن الشركة أنشأت العام الحالي مركزاً للثورة الصناعية "الذي من خلاله نستخدم الذكاء الاصطناعي وإدارة الطائرات بدون طيار (درون) لدراسة وتحليل رفع إنتاجية خطوط الإنتاج والمعامل بالشركة، كما أجرت الشركة دراسة عن أثر التقنية على نمط وطبيعة الوظائف في الشركة، وأنها شرعت باستحداث مناهج تدريبية في برامج الشركة المتنوعة، كما استحدثت أول معهد لتدريب النساء، الذي يهدف لتأهيل الفتيات في مجالات تعنى بمستقبل الوظائف. وأشار المهندس نبيل الدبل إلى أن التوظيف الإلكتروني سيكون مدعماً بتقنية الذكاء الاصطناعي التي تمكّن الشركات من تحليل المقابلات الشخصية وقراءة التعابير التي تعكس طريقة تفكير الشخص الباحث عن عمل، وأنه من أجل مواكبة التغيرات في سوق العمل فإن على الشركات والمؤسسات أن تعطي اهتماماً كبيراً للمهارات الرقمية والإبداعية التي يتمتع بها الباحثين عن العمل بقدر أهمية الشهادات الأكاديمية. وأبان أن دراسات في مستقبل الوظائف أكدت أنه ستكون هناك وظائف مستحدثة مثل أخصائيي البيانات الضحمة؛ التي تعد من أهم الوظائف الجديدة التي تحتم على الشخص معرفة التعامل مع مخازن البيانات الضخمة التي تتكون من مئات الملايين من البيانات واستخراج معلومات مفيدة ومهمة تؤدي إلى تسهيل عملية اتخاذ القرارات، ومن الوظائف الجديدة محترفو الابتكار؛ التي تسمح للشخص باستخدام التقنية بابتكار طرق جديدة للعمل التي ينتج عنها ارتفاع مستوى الربحية أو تقليل المصاريف، ووظيفة محللي أمن المعلومات أو محللي الأمن السيبراني التي تتمركز على دراسة عادات الإنسان في التعامل مع التقنية والحد من المخاطر التي قد تنتج عنها. كما سلط الضوء على الوظائف المستقرة، ومنها وظائف مطوري البرامج والتطبيقات ووظائف المحللين، لكنها ستتطلب التطور المستمر في المهارات لتواكب التغير السريع في التقنية، ووظيفة أخصائي الموارد البشرية؛ التي ستبقي من أهم الوظائف بسبب مسؤوليتها عن وضع الأنظمة والقوانين، وإدارة العوائد والمحفزات والأداء الوظيفي. وقال: "التركيز في التوظيف في المستقبل القريب سيتمركز على المهارات بقدر ما هو على الشهادات والمؤهلات، التغيير السريع سيتحتم على الشباب أن يستمروا في التطوير وتجديد مهاراتهم". وأكد الخبير في الموارد البشرية أهمية أن "يكون لدينا تصور شامل بأن التقنية ستكون جزءًا كبيرًا لا يتجزأ من حياتنا العملية والاقتصادية والاجتماعية"، وأنه ينبغي عدم الاكتفاء بالاهتمام بنوعية التقنية المعتمدة فحسب بل يجب الاهتمام كذلك بالمهارات التي يجب تطويرها للتمكن من تصميم وترشيد والتعامل مع التقنية. وأكد أنه سيكون للثورة الصناعية الرابعة تأثير إيجابي على سوق العمل "فهي تساعد على توسيع النمو وسهولة الوصول إلى مهارات متقدمة أو غير موجودة لدينا"، لكنه استدرك إلى وجود تأثيرات سلبية تتعلق بأخطار الخصوصية وكثرة التغيرات في الأنظمة والقوانين وارتفاع البطالة. وخلص المهندس نبيل الدبل إلى أن على الفرد التطوير المستمر لمهاراته والتأكد من مواكبة التطورات التقنية، في حين أن على الشركات أن تضع الثورة الصناعية الرابعة ضمن إستراتيجياتها، مشدداً أن على المؤسسات التعليمية تجهيز الشباب بالمهارات التي تتماشى مع التحول الرقمي، والتركيز على الجوانب التي لا تستطيع الآلة القيام بها.