أوضح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، أن الأول من الميزان في كل عام يجسد مناسبة عزيزة على النفوس، غالية على القلوب، نستذكر فيها قصةً خالدةً، وسيرةً عطرة، لرجلٍ يندر أن يجود الزمان بمثله، ففي مثل هذا اليوم قبل تسعةٍ وثمانين عاماً أعلن الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - عن قيامٍ كيانٍ موحد، بعد أعوام من الجهاد في سبيل الله، وجمع الكلمة، وتوحيد الصف، تحت راية "لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله"، فاستضاءت المملكة بهذه الكلمة العظيمة، بعد أن كانت في ظلمات ثلاثٍ .. الظلم، والجهل، والتشرذم، وغدت الجزيرة واحةً غناء، ورياضاً خضراء. وأضاف سموه في كلمة بمناسبة اليوم الوطني التاسع والثمانين للمملكة : " في هذا اليوم تحل المناسبة العزيزة، وبلادنا لا تزال فتيةً بعمرها، كبيرة بمنجزاتها، راسخةً بمبادئها، عالية بأفعالها، منارة إشعاع، ودوحة فكر، ومقصد استثمار، ومحط أنظار العالم بما حققته من تنمية في مختلف المجالات، وما مدته من جسور مع مختلف الدول والثقافات ولله الحمد والمنة " . وتابع سموه يقول : " لقد أرسى الملك المؤسس - رحمه الله - قواعد دولة حديثة، في زمن كان الكل فيه في غياهب الفرقة والتشتت، وأسس لنهجٍ قويم، وإرثٍ عظيم، مستمدٍ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أساسه العدل وقيمته العدالة وروحه الوحدة وعنوانه التسامح، وسار على هذا النهج المبارك أبناؤه البررة من بعده "سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله" وإخوانهم، حتى العهد الزاهر الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- الذي كتب لبلادنا فصلاً جديداً من فصول التطور، حينما بارك إنطلاق رؤية المملكة 2030، نحو وطنٍ طموح، اقتصاده مزدهر، ومجتمعه حيوي، فكانت هذه الرؤية التي صيرت الأحلام إلى واقعٍ ملموس، وحولت الآمال إلى حاضرٍ مشهود، وواصلت بلادنا في عهده الميمون قفزاتها النوعية، سعياً لتحقيق مستهدفات الرؤية المباركة، التي جعلت الإنسان السعودي حجر الزاوية في تحقيقها، بما يملكه من قدرات وإمكانيات، وما يتقنه من مهارات، وقبل هذا وذاك العزيمة والإصرار فالإنسان السعودي كما قال سمو ولي العهد - حفظه الله - همته كشموخ جبل طويق الأشم، وعزمه ثابتٌ لا يلين، يرتقي من قمةٍ إلى أخرى، مؤمناً بالله واثقاً بأن المستقبل المشرق لهذا الوطن تصنعه العزيمة والإرادة الواثقة بالله، فالمملكة بطموح أبنائها أشبه بنخلة باسقة ظلالها وارفة قطوفها دانية ثمارها يانعة يمتد خيرها وعطاؤها ليغطي أصقاع المعمورة، فقد اعتدنا أن نبذل المعروف ونغيث الملهوف ونجبر المكسور وأن نداوي المجروح ونأمن الخائف ونطعم الجائع وليس ذلك منة نمنها على أحد، بل وسامٌ نتقلده على صدورنا فخراً وامتناناً لله سبحانه أن هيأ لنا القيام بذلك، فالريادة والقيادة هبة ربانيةً امتن بها الله على قادة هذه البلاد، فأدوا شكر هذه النعمة العظيمة باتباع النهج القويم ". وأشار سمو أمير المنطقة الشرقية إلى أن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - تغمده الله برحمته - استطاع بعزيمته وهمته أن يجمع الفرقاء ويوحد الأعداء ويضبط البوصلة نحو حماية المكتسبات والمقدرات التي يتوجب علينا الحفاظ عليها واستشعارها، وأن نبين للأجيال القادمة أن هذه الدولة، تأسست على المجد والكرامة والعز والإباء والرفعة والشموخ فيتوجب علينا أبناء هذا الوطن الحفاظ على ذلك، وأن نشكر الله عليه، ونرفع أكفنا تضرعاً للمولى عز وجل أن يديم علينا هذه النعمة، فشعور الفرح لا ينفصل عن شعور المسؤولية. وأختتم سموه كلمته قائلاً : إن هذه المناسبة العزيزة، هي استلهام للماضي التليد وانطلاق من الحاضر المجيد نحو المستقبل الفريد وتطلع نحو قمةٍ من قمم المجد التي تتربع عليها بلادنا، بسواعد أبنائها الأوفياء، الذين هم أساس كل تقدمٍ وبناء "، سائلاً الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين قائدنا ورائد نهضتنا، من كل مكروه، ويجعل ما يقدمه للإسلام والمسلمين في موازين أعماله، ويسدد على طريق الحق خطاه، وأن يمد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بالعون والتأييد، وأن يكمل مسيرة النماء التي بدأت برؤية المملكة الطموحة، وأن يعيد على بلادنا هذه الذكرى العزيزة وهي ترفل في مزيد من الأمن والرخاء والاستقرار .