تخطى عدد زوار برامج معهد مسك للفنون التابع لمؤسسة محمد بن سلمان الخيرية "مسك الخيرية" خلال موسم السودة، حاجز ال 68 ألف زائر، حيث شهد الزوار طيلة شهر أغسطس الماضي، أنشطة فنية متنوعة في مدينة أبها، تمثلت في معرضين فنيين وورش عمل تدريبية للهواة والأطفال، ودورات قصيرة خاصة بالفنانين ومعرض للرسم الحي، وبازار للفنانين، وذلك بالتزامن مع موسم السودة. وفي مشهد تفاعلي استحوذ معرض الخطوة العسيرية على الرقم الأكبر من زوار برامج معهد مسك، إذ تجاوز أعداد زائريه أكثر من 36 ألف زائر، لما تضمنه من محتوى يبرز أهمية الحالة الفنية والموروث الشعبي العسيري لدى أبناء المنطقة، فيما تجاوزت ساعات عمل القائمين على المعرض من المتطوعين الذين بلغ عددهم 30 شاب وشابة، أكثر من 372 ساعة عمل. واشتمل معرض الخطوة على صور ومقاطع مرئية تعكس جميعها الثقافة الشعبية لرقصة الخطوة، وقدرة الحركة في التعبير عن شعور الأصالة الذي يخالج أبناء المنطقة الجنوبية وارتباط ذلك بطبيعة المكان الجبلي، وما يتصل بذلك من أزياء تعكس التفرد الذي تتمتع به منطقة عسير. وفي معرض أرض الطود الذي احتضنه معرض قرية المفتاحة بأبها، فقد سجل أكثر من 22850 زائر وزائرة، وهو ما يعكس أهمية ما تم القاء الضوء عليه في المعرض، الذي يحكي مفهوم الزمان والمكان في تشكيل هوية وتاريخ منطقة عسير ويستعرض مخزونها التراثي والثقافي والفني، كما احتوى المعرض على لوحات فنية جسدها أبناء المنطقة الجنوبية، تحاكي روعة وجمال الجبل والسهل، تدرجت في محاكاتها التاريخ المعاصر للمنطقة، وحتى العصر الحالي. وكان للطفل نصيباً من اهتمامات معهد مسك للفنون، حيث شارك 7250 طفل في ورش الأطفال، التي أقيمت من قبل المعهد في موسم السودة، وذلك بهدف تنمية مهاراتهم وتطوير قدراتهم، إيماناً من المعهد باحتواء الأطفال في هذه المرحلة السنية، التي تعتمد على بناء شخصية الطفل وقدراته الذهنية والعلمية، حيث شهد موسم السودة إقامة ورش عمل يومية بمعدل 40 دقيقة خاصة للهواة والأطفال ينهلون من خلالها أساليب متنوعة لتحفيز المواهب الفنية الشابة، ونشر ثقافة الفن المرئي. من جانبها أكدت الرئيس التنفيذي لمعهد مسك للفنون ريم السلطان على أهمية مشاركة المعهد في مثل هذه المناسبات التي تعزز من الموروث السعودي، وتسهم في إيصال رسالة الفن في المملكة، وتوجد حالة من التواصل مع الداخل والخارج في آن واحد، مشيرة إلى أن مشاركة أبناء المنطقة في مثل هذه الفعاليات من تنظيم وتجهيز قبل وخلال الموسم يعود عليهم بالفائدة ويسهم في تطوير مواهبهم وقدراتهم. وبينت السلطان أن مؤسسة مسك الخيرية ممثلةً بمعهد مسك للفنون، باتت من دعائم الساحة الفنية في كافة مناطق المملكة، وأصبحت الساحة متفائلةً بذلك، وذلك لما يمثله المعهد من مرجعية للفنون والفنانين بالمملكة، وهو ما دفع إلى مواصلة المشاركة في مثل هذه الفعاليات الهامة على الصعيد الفني والثقافي. يذكر أن معهد مسك للفنون قد أقام اعتباراً من يوم الخميس 1 أغسطس الماضي، حزمة من البرامج والأنشطة الفنية في مدينة أبها وعلى مدى شهر كامل، وصاحبها إطلاق مبادرة تجلت في نسختها الثالثة على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة 20 فنان وفنانة تشكيليين، قدموا من عدد من مناطق المملكة للمشاركة في ورشة عمل فنية في الهواء الطلق، جسدوا عبر الرسم أمام الزوار ثقافة المنطقة وتضاريسها في لوحات فنية نالت استحسان الحضور.