قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أعداد النازحين قسرياً في ليبيا لم تتوقف عن الارتفاع منذ اندلاع الصراع المحتدم في طرابلس في مطلع أبريل 2019، ما دفع أكثر من 120,000 ليبي لترك منازلهم والبحث عن ملاذ في العاصمة وضواحيها". وأضافت المفوضية في بيان لها، أن المنطقة الشرقية من البلاد أيضاً عانت ويلات الحرب والدمار في 2014، حيث اضطر مئات الآلاف من الليبيين إلى الفرار، مبينة أن منطقة الصابري بالمدينة القديمة في بنغازي، خلفت الحرب فيها مشهداً ذا أبعادٍ صادمة حيث سويت أحياء كاملة بالأرض، كما دمرت مبان، بالإضافة إلى أن جبال من الركام وقفت كملعب للأطفال وأحياناً كمأوىً للعائلات المحتاجة. وأردفت المفوضية أنه بعد انتهاء الحرب، بدأت آلاف العائلات في العودة تدريجياً إلى المدينة التي كانت تفتقد للخدمات الأساسية، حيث كان القطاع الطبي أحد أكثر القطاعات هشاشة. وأوضحت مفوضية اللاجئين أنها وعبر شريكتها منظمة الإغاثة الأولية الدولية قيمت الوضع بسرعة وقررت صيانة عيادة ذات موقع إستراتيجي في الصابري من أجل تلبية احتياجات عدد كبير من الناس، مشيرة إلى أنه تمت صيانة المركز بالكامل وتأثيثه وتوفير كافة المعدات الطبية لضمان توفر الرعاية الصحية لليبيين النازحين داخلياً بالإضافة إلى العائدين إلى مناطقهم الأصلية. وتابعت المفوضية أن العيادة بدأت في العمل مطلع 2018 بتوفير خدمات الرعاية الصحية الأولية لقرابة 1,000 ليبي عائد من النزوح في الشهر، وكان هذا بعد إغلاقها لمدة أربع سنوات نتيجة للصراع، مضيفة أن المركز يوفر حاليًا الرعاية الصحية الأولية لقرابة 6,000 شخص في الشهر، وهي المرفق الوحيد الذي يوفر المساعدة الطبية التي تشتد الحاجة إليها في منطقة تحتضن أكثر من 70,000 نسمة. ولفتت المفوضية النظر إلى أن كل الخدمات بالمركز تقدم مجاناً وتتضمن الطب العام، وطب النساء والولادة، والرعاية السابقة للولادة، وطب الأطفال، وتطعيمات الأطفال، والتغذية، وطب الأسنان، والمختبرات، وغرفة الطوارئ، والصيدلية. وأشارت المفوضية إلى أن دولة هولندا تقدم دعما مستمرا ومتابعة دؤوبة لهذا المشروع، مما أسهم في تعزيز الوصول إلى الخدمات الصحية التي يحتاجها السكان النازحون والعائدون من النزوح.