أتاح مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور للزوار فرصة الاطلاع على الفنون الحرفية التي توارثها أبناء الجزيرة العربية من الآباء والأجداد، من خلال ركن واحد على هيئة سوق، حيث يجمع الحرف اليدوية التراثية السعودية ذات الطابع التقليدي الأصيل. ويحتضن المهرجان من خلال السوق عدد من محال الحرف اليدوية، والتي تتنوع بين محال للمنحوتات، والتراثيات، والفخاريات، والمعلقات، وفنون القش والحبال، والرسم على الخشب، وتصفير دلال القهوة، ودباغة وتفصيل الملبوسات والأحذية الجلدية، ومشاغل الخياطة التراثية والسدو، ومحال الرسم بفن الخط العربي، إذ يتمكن الزائر لهذه المحال من الاستمتاع برحلة في زمن التراث والنهضة الصناعية السعودية وتطورها، والظروف التي مرت بها. ومن هذه الحرف، حرفة السدو، التي تعد فناً سعودياً قديماً امتد منذ معرفة البشر للمسكن والمأوى وقبل معرفة البيوت، إذ كان تركيز البدو الأوائل على السكن بالقرب من الماشية التي تعد بمثابة مأكل ومصدر رزق لهم، حتى أنهم صنعوا بفرائها وشعرها بيوتهم، إذ يتم غسلها وغزلها لتصبح خيوطاً وليتم غزل بيوت الشعر منها، والتي عرفت باسم "شق العرب". ويتيح السوق لزوار مهرجان الصقور ملاحظة الحداثة التي لامست السدو، ليتحول من حرفة إلى فن شعبي نادر يسافر بهوية المملكة إلى مختلف أنحاء العالم، ليعرفهم على تراث وتقاليد الجزيرة العربية, وكيفية العيش بها. يذكر أن مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور يقام في ملهم شمال الرياض، ويمتد حتى الثالث من الشهر الجاري، وبدعم وتنظيم نادي الصقور السعودي.