نظم مركز تاريخ البحر الأحمر وغرب المملكة أحد المراكز العلمية التابعة لدارة الملك عبدالعزيز ضمن فعاليات برنامجه الثقافي لهذا العام المحاضرة العلمية "العين العزيزية .. هبة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود"، وذلك ببيت أرامكو التاريخي بجدة، بحضور عدد من الأكاديميين والباحثين والمهتمين بالدراسات التاريخية، وممثلين عن كل من وقف الملك عبدالعزيز للعين العزيزية. وفي مستهل المحاضرة التي أقيمت مؤخراً، قدّم مدير مركز تاريخ البحر الأحمر وغرب المملكة الدكتور طلال بن عبدالمجيد يوسف لكتاب "معجم الأماكن الجغرافية في البحر الأحمر" الذي يعدّ من أحدث إصدارات دارة الملك عبدالعزيز، حيث ضم الكتاب شرحاً لما يقارب 2700 مكان يقع في الدول المطلة على البحر الأحمر، ومن ضمنها المملكة العربية السعودية، حيث يعد نتاج مشروع علمي أشرفت عليه الدارة، وعمل عليه 15 أكاديمياً جامعياً مختصاً سعودياً وعربياً، في جهد مشترك يعكس العمل المؤسسي البحثي العربي ويسد الحاجة للمعاجم الجغرافية ويسهل على الباحثين في هذه الدول وعن جغرافيتها وتاريخها عملية الوصول للمعلومة. وركزت المحاضرة التي قدمها استاذ الجغرافيا بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور محمد بن إبراهيم الدوعان على تاريخ إنشاء جدة قبل 3000 سنة قبل الميلاد، وسكانها على مر التاريخ، وتناول معاناة أهلها من شح المياه وجهودهم المضنية في جلبها من العيون المجاورة وتخزينها في صهاريج، حتى إنشاء مشروع العين العزيزية عام 1367ه بتوجيه من جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - على أن تكون وقفاً له. ويتركز عمل العين العزيزية على جلب المياه من وادى فاطمة من المنطقة الواقعة شرق محافظة خليص الى جدة بمسافة تقارب 70 كيلومتراً، وتم في عام 1387ه إيصال المياه من منطقة خليص إلى جدة ضمن نشاط العين العزيزية وكانت العين العزيزية حتى تاريخ 1389ه هي المصدر الوحيد تقريباً لسقيا أهالي محافظة جدة. واعدت المحاضرة هذا المشروع علامة فارقة لرفع معاناة أهالي جدة من شح المياه، كهبة من جلالته لإيصال المياه لمدينتهم في ذلك الوقت، لتبدأ مرحلة جديدة من الأمن المائي وإزاحة كابوس العطش الذي عاشه سكان جدة وزوراها حقباً طويلة، كما تطرقت المحاضرة إلى إقامة الاحتفال الشعبي الكبير بهذه المناسبة على شرف صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله - الذي كان ولياً للعهد آنذاك في ضاحية جدة الشمالية بالقرب من مبنى وزارة الخارجية الحالي بجوار القشلة "الثكنة العسكرية"، حيث نصبت الخيام والصواوين، وتبادل الناس التهاني بهذا الحدث العظيم. من جانبه أكد مدير مركز تاريخ البحر الأحمر وغرب المملكة الدكتور طلال بن عبدالمجيد يوسف على أهمية المحاضرة كونها تأتي ضمن رسالة المركز في العناية بالإرث الفكري والحضاري لمنطقة البحر الأحمر وغرب المملكة العربية السعودية.