عندما يتفق المختصون في الشأن الزراعي والغذائي على وصف مكان ما بالثروة وسلة مهمة من سلال الغذاء في المملكة، فإن منطقة الجوف ستكون مرشحًا أولًا لنيل هذا الوصف، وذلك استنادًا لما تمتلكه هذه المنطقة من مسطحات خضراء تضم 15 مليون شجرة زيتون تنتج 20 ألف طن سنويًا, ومليون نخلة تنتج 40 ألف طن, ومليون شجرة فواكه تنتج 17 ألف طن محاطة بكثبان رملية تتوسطها بحيرة دومة الجندل التي شكلتها مياه الزراعة. ومنطقة الجوف هي إحدى المناطق الإدارية بالمملكة تقع شمال البلاد على الحدود مع الأردن, وتبلغ مساحتها 100212 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها 508.475 ، ومدينة سكاكا هي المقر الإداري للمنطقة التي تضم تحت لوائها ثلاثة محافظات، وهي: محافظة القريات، محافظة دومة الجندل، محافظة طبرجل. وسميت الجوف بهذا الاسم لأن أرضها منخفضة عما حولها ، وهي تسمية قديمة أطلقت على المنطقة، والأرض المنخفضة تسمى الجوبة، والجوبة هي الحفرة أو المكان المنخفض، كما أنها تسمى النقرة، وقد أطلق على (الجوف) قديماً (وادي النفاخ). ويعود تاريخ منطقة الجوف منذ بداية الاستيطان البشري وحتى العصر الإسلامي الحديث, ودلالة على ذلك المواقع الأثرية المتنوعة مثل قلعة زعبل وبئر سيرار والرجاجيل وقصر مويسن والطوير ومجموعة من النقوش الصخرية في مدينة سكاكا, وقلعة مارد ومسجد عمر بن الخطاب وحي الدرع وموقعة التحيكم في محافظة دومة الجندل, وقصر كاف وجبل الصعيدي, وقصر إمارة الحديثة في محافظة القريات. ولبست منطقة الجوف حلةً جديدة وفق رؤية المملكة 2030 لتتحول إلى عاصمة للطاقة المتجددة من خلال إرساء وزارة الطاقة مشروع سكاك للطاقة الشمسية, وكذلك مشروع دومة الجندل لإنتاج الكهرباء باستعمال طاقة الرياح وذلك ضمن جهود تنويع مصادر الطاقة وتحقيق الزيادة المستدامة لحصة الطاقة المتجددة من إجمالي مصادر الطاقة في المملكة، وتنفيذا للمبادرة الاستراتيجية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للطاقة المتجددة.