تمثل منطقة تبوك الواقعة في الجزء الشمالي الغربي من المملكة العربية السعودية إحدى أهم المناطق السياحية والاستثمارية على مستوى العالم العربي والمحلي لما تميزت به من موقع استراتيجي وطبيعة خلابة جعلت منها إحدى أهم المدن الجاذبة للاستثمار العالمي وفقاً للرؤية السعودية 2030. وتميزت تبوك بإطلالتها على البحر الأحمر وخليج العقبة ومصر من جهة الغرب ، وعلى بلاد الشام من الشمال حيث تعد مركز ربط قاري فريد تتصل بحدودها عدداً من الدول الإقليمية في المنطقة. وتمتاز تبوك بمناخها البارد شتاءً و الحار صيفاً ويميل إلى الاعتدال ربيعاً وخريفاً بشكل عام ، في حين يقتصر هطول الأمطار في فصل الشتاء وتتدنى درجة الحرارة إلى ما يقارب الصفر المئوي ، وترتفع درجات الحرارة إلى الأربعين درجة وتتجاوزها أحيانا في فصل الصيف ، وبالتالي فإن درجات الحرارة تتفاوت بين جهة وأخرى في المنطقة نظراً لتباين تضاريسها وتنوعها, فتجد المناخ على الساحل يختلف عن المناطق الداخلية والمرتفعات وتراوح درجات الحرارة وفقاً لذلك بين الارتفاع والدفء والاعتدال والبرودة الشديدة. وتقع منطقة تبوك ضمن نطاق الإرث الحضاري الضارب في جذور التاريخ ، وتظهر آثاره حضارات سابقة في أماكن منها متعددة ، كالنقوش الحجرية، والمباني والقلاع والآبار التي يعود تاريخها لما قبل القرن السادس الميلادي. ويحتل موقع " كلوة الأثري" شمال شرق مدينة تبوك مكاناً بارزاً في الآثار والتاريخ بسبب تميز الأحجار المستخدمة في بنائه، العائد إلى العصور القديمة، ويلاحظ وجود رسومات صخرية تعد الأكثر قدماً في المنطقة. وعلى بعد 115 كيلو متراً جنوب غرب مدينة تبوك تقع " روافة " التي اكتشف فيها معبد يعود تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد حسب النقش المؤرخ، الذي عثر عليه مؤخراً في ذلك المكان وقد كتب عنها (سنت جون فيلبي) أي أرض الأنبياء، وهي عبارة عن حجارة مستطيلة يصل طولها لمترين ، نُقش عليها بعض الكتابات المنتظمة. ويقع في الجهة الغربية الجنوبية لمدينة تبوك بحوالي 15 كيلو متراً موقع أثري يسمى" قصير التمرة " والمكون من حجرتين مبنيتين ومسقوفتين بالحجارة المدرجة وتطل على دروب متعددة من جهة الغرب. وعلى بعد 225 كيلو متراً شمال غرب مدينة تبوك تقع آثار "واحة البدع" ذلك الإرث التاريخي الذي تحتضنه محافظة البدع، التي تعد من أهم المعالم الأثرية وتضم 16 مقبرة تحتوي كل واحدة منها على عدد من اللحود المنحوتة في تكوين جبلي متوسط الارتفاع من الصخر الرملي، ويطرز بعضها زخارف قديمة مشابهة لواجهة المقابر النبطية الموجودة فيمدائن صالح، وبها البئر التي استسقى منها موسى عليه السلام لسائمة شعيب. // يتبع // 13:22ت م 0083 www.spa.gov.sa/1843512