في العاصمة السعودية الرياض وفي محافظة جدة، كتب شيء من تاريخ رياضة كرة القدم أمام أعين العالم، عندما احتضنت ملاعب المملكة مباريات دولية ودية لمنتخبات البرازيلوالأرجنتين والسعودية والعراق، في الفترة من ال 11 حتى ال 16 من أكتوبر الجاري، في بطولة حملت مسمى ال "سوبر كلاسيكو". ولن ينسى عشاق "السامبا" و"التانقو" و"الصقور الخضر" و"أسود الرافدين" الستة أيام تلك، التي كتبت بأحرف من ذهب في سجلات مباريات كرة القدم، بعدما صنع معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية، الأستاذ تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ حلماً لم يكن في الحسبان، وحوله مباشرةً إلى واقع بدعم واهتمام من القيادة السعودية، بإعلانه بعد فراغ العالم من "مونديال روسيا" عن إقامة مباريات سوبر كلاسيكو لمنتخبات السعودية والبرازيلوالأرجنتين والعراق، وحضرت هذه المنتخبات إلى المملكة العربية السعودية بنجومها لتتبارى في منافسة دولية ودية بطابع بطولة ذات قيمة جماهيرية وإعلامية فريدة وكبيرة. وكانت العاصمة الرياض المحطة الأولى لمباريات السوبر كلاسيكو، التي بدأت الخميس الماضي بمواجهة بين المنتخبين العراقي والأرجنتيني على استاد الأمير فيصل بن فهد وانتهت بفوز الأرجنتين بنتيجة 4-0 ، وسط حضور جماهيري كبير، ومن ثم التقى في اليوم التالي (يوم الجمعة الماضي) المنتخب السعودي مع منتخب البرازيل، في مباراة مثيرة أقيمت على استاد جامعة الملك سعود، شهدها حضور جماهيري ملأ مدرجات الملعب الحديث في العاصمة الرياض انتهت بفوز البرازيل بنتيجة 2-0 ، وتلا هذه المواجهة الكبيرة مواجهة أخرى جمعت المنتخبين الشقيقين السعودي والعراقي على ذات الملعب يوم الاثنين الماضي وانتهت بالتعادل بنتيجة 1-1 . وفي محافظة جدة غرب المملكة العربية السعودية، كانت المحطة الثانية لمباريات السوبر كلاسيكو، حيث اتجهت مساء أمس الثلاثاء أنظار العالم عشاق الكرتين البرازيليةوالأرجنتينية صوب استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية "الجوهرة"، الذي احتضن جوهرة مباريات كرة القدم في العالم، أمام أكثر من 62 ألف متفرج، حضروا من مختلف مناطق المملكة ومن عدة دول لمشاهدة نجوم "السامبا" و "التانقو" بقيادة نيمار جونيور وباولو ديبالا ورفاقهما، في عرس كروي عالمي فريد من نوعه، يقام لأول مرة في الشرق الأوسط، وقد ظفر ب "كأس السوبر كلاسيكو" المنتخب البرازيلي بعدما كسب المباراة بهدف دون رد، بإمضاء لاعبه جواو ميراندا . ولم يكن السوبر كلاسيكو مجرد مباريات كروية بين تلك المنتخبات الأربعة، بل كان نافذة وواجهة جديدة للتعريف بنماء وازدهار المملكة العربية السعودية في جميع المجالات وبتاريخها وإرثها الرياضي والاجتماعي والثقافي والحضاري، وبرؤيتها الطموحة 2030 التي تمضي نحو المستقبل الجديد للبلاد، حيث حضر في الرياضوجدة أكثر من 150 إعلاميا لتغطية هذا الحدث الرياضي العالمي، تجولوا مع منتخباتهم في أرجاء العاصمة الرياض والمدينة الحالمة جدة، واطلعوا على الكثير من ماضي وحاضر ومستقبل السعودية.