ينطلق الموسم الجديد للتنقيب في موقع "جرش" الأثري الواقع بين جبل "حمومة" الأثري و "جبل شكر" بمحافظة أحد رفيدة في منطقة عسير، خلال الأسبوع الجاري، وذلك بعد توجيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني باستمرار أعمال التنقيب في الموقع للموسم الحادي عشر. وأوضح مدير فرع هيئة السياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير المهندس محمد العمرة أن أعمال التنقيب ستستمر لمدة 35 يوماً، وسيشارك فيها طلاب من جامعة الملك خالد. ورفع العمرة شكره إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على ما يوليه من عناية بالتراث الحضاري لوطنه عامة ومنطقة عسير خاصة التي تعد واجهة حضارية بما تملكه من مقومات في هذا الجانب، مشيراً إلى الاهتمام الذي حظي به موقع جرش، مستشهداً بإنهاء إنشاء مشروع مركز الزوار وتسوير الموقع، إلى جانب تطوير الواجهة الشمالية لتكون مدخلاً مباشراً للموقع بالشراكة مع أمانة المنطقة، ممثلةً في بلدية محافظة أحد رفيدة. يذكر أن أعمال التنقيب في المواسم العشرة السابقة كشفت عن معالم أثرية تعود إلى 3 آلاف سنة، وقد وضحت فيها ملامح حضارة إسلامية تتمثل بوجود مسجدين، الأول من الفترة العباسية، والثاني بعد الفترة العباسية، وكلاهما مبني من طوب الآجر "مسجد كبير مبني فوق مسجد أسفل منه"، وقد بُنيا فوق أساسات حصن جرش، كما عُثر على العديد من القطع الأثرية المتنوعة التي تنتمي إلى فترات تاريخية مختلفة قبل الإسلام وبعده، إذ شكلت التنقيبات من قبل فريق سعودي أمريكي مشترك، ثم استكمل الفريق السعودي التنقيب بالموقع منذ عام 1431ه حتى الآن، وخرج بنتائج مهمة، حيث تم اكتشاف أجزاء كبيرة من حصن جرش الأثري، التي تتشابه مع موقع الأخدود بنجران في ضخامة جدرانه وأسلوب بنائه، واكتشاف رسومات أثرية ترمز إلى النماء والقوة، وهو يمثل رمز مدينة جرش في تلك الفترة، إضافة الى التلال الأثرية وامتداد الحضارة الى ما قبل الإسلام وبعده.