إعداد : حسن آل عامر. تصوير : علي الشهري. قدّم عدد من الشباب السعودي في منطقة عسير أفكاراً استثمارية لافتة من خلال مشروعات اقتصادية صغيرة وظفوا خلالها المقومات السياحية والبيئة الخلابة للمنطقة. وأظهرت جولة ميدانية لوكالة الأنباء السعودية على بعض المشروعات الشبابية الجديدة في مدينة أبها وضواحيها، التناغم المدروس بين الأفكار التسويقية العصرية والتراث المادي والمعنوي العريق للمنطقة والآثار التي يعود بعضها لعدة قرون. ففي "قرى بني مازن" من ضواحي مدينة أبها ، أطلق عدد من شباب إحدى القرى مشروعاً سياحياً يديره ويعمل في جميع تفاصيله أبناء القرية دون الاعتماد على أي عمالة وافدة، مستغلين الطبيعة الخلابة للقرية، إذ تم تجهيز موقع لاستقبال المصطافين وزوار المكان وسط المدرجات الزراعية التي تشتهر بها منطقة عسير، مع ترميم عدد من البيوت الأثرية الموجودة في محيط الموقع، ممّا شكل تجانساً وتكاملاً بين عراقة الماضي ومقومات السياحة الحديثة. وفي حديثه ل"واس" أفاد المشرف على فريق العمل في الموقع "محمد مفرح المازني" أن فكرة هذا المشروع الشبابي جاءت من حماس أبناء القرية لإيجاد مكان مناسب لاستقبال المصطافين وزوار "قرى بني مازن" التي تشتهر بجمال الطبيعية على مدار العام، خصوصاً أن هذه القرى ما زالت بكراً ولا توجد فيها مشروعات سياحية تتوازى مع حجم الإقبال عليها من السياح والمصطافين الذين يأتون من جميع مناطق المملكة إضافة إلى الزوار من خارج المملكة وخصوصاً في فصل الصيف ". وقال المازني: إن فريقنا الرئيسي يتكون من سبعة شباب بعضهم ما زال يدرس في الثانوية العامة والجامعة، إذ تم الاتفاق بيننا على استغلال فترة الإجازة في عمل مفيد للجميع، يخدم المجتمع المحيط ، ويعطي صورة حقيقية لعزيمة الشباب السعودي وحبّه للعمل في جميع المجالات، فنحن هنا نستقبل الزوار من خلال توفير جلسات عائلية خاصة تطل على المدرجات الزراعية وسط أجواء لا تزيد فيها درجة الحرارة على 26 درجة في أشد فصول السنة حرارة، ثم نقوم بخدمتهم من خلال تقديم المشروبات الساخنة وبعض المأكولات الخفيفة ، وجميع من يعمل في المكان شباب سعوديون من أبناء القرية، ولا نستعين بأيّ عمالة وافدة". وعن طريقة تمويل المشروع قال المازني" بالنسبة للموقع فهو يقع ضمن أملاكنا الخاصة، وأقمنا عليه هذا المشروع الصغير الذي نطمح لتطويره مستقبلاً "، مضيفاً " الحقيقة أنها جهود ذاتية من خلال قروض مالية شخصية ودعم من الأهل والأقارب ". ومن أعالي جبال "بني مازن" انطلقت جولة "واس" لتحط في أحد أقدم وأعرق أحياء مدينة أبها وهو حي "مقابل" أو " البسطة" الذي يقع على ضفاف وادي أبها الذي يقسم المدينة ، ويحتوي على مواقع أثرية مميزة من أشهرها " الجسر العثماني". وفي هذا الموقع التاريخي العريق التقت "واس" بالشاب "أنس بشاشة" الذي يدير ويعمل مع بعض إخوانه وأصدقائه في نزل سياحي اتخذ من أحد الحصون التراثية التي يشتهر بها المكان موقعاً له. // يتبع // 11:18ت م 0043
تقرير / الشباب يستثمرون مقومات البيئة لتعزيز الاقتصاد السياحي في عسير/ إضافة أولى واخيرة ويسرد "بشاشة" فكرة المشروع قائلاً: هذا الحصن يزيد عمره على 150 عاماً، وقد قمت باستئجاره وترميمه قبل عامين تقريباً، وكان الهدف هو الاستفادة من المقومات التراثية الأصلية لهذا الموقع في مشروع استثماري يجمع بين عبق الماضي ومعطيات العصر الحديث، من خلال جلسات شعبية نقدم فيها بعض المشروبات الساخنة التقليدية مثل القهوة والشاي، ثم طورت المشروع بالتعاون مع أخي الأصغر، فأصبحنا نقدم المأكولات الشعبية مثل خبز الخمير والعريكة التي نعمل على إعدادها بأنفسنا " . وأشار " بشاشة" إلى مشاركة عدد من الشباب والفتيات المتطوعين من أصحاب المواهب الفنية في تزيين الموقع بلوحات فنية تعكس ملامح من تراث المنطقة وخصوصاً " القط العسيري" . و لعل أبرز ما يلفت نظر الزائر إلى مدينة أبها هو الحضور الكبير للشباب السعودي الذي يعمل في مختلف المواقع لتقديم خدمات الوجبات والمشروبات السريعة، وبخاصة على الحزام الدائري للمدينة، ومنهم الشاب محمد سعيد القحطاني الذي يملك محلاً لتقديم مختلف أنواع القهوة المعروفة عالمياً، إّذ تحدث ل"واس" عن فكرة مشروعه الذي يعمل فيه بنفسه إضافة إلى عدد من أقاربه، قائلا" بدأت وعدد من الشباب من أقاربي قبل سنتين في مشروع صغير ضمن ما يطلق عليه "فود تراك" نجح بشكل كبير ولله الحمد ثم فتحنا الآن محلاً ثابتاً على الحزام الدائري بأبها، يعمل فيه الآن 5 شباب سعوديين ، هم من يقومون بإعداد جميع أنواع القهوة والحلويات المختلفة ، وتدربوا عليها بشكل علمي واحترافي من خلال دورات عديدة التحقوا بها في مدينة جدة، وبجهود ذاتية، ثم عادوا لمنطقة عسير ليعملوا بأنفسهم ". وأكد " القحطاني" في حديث "واس" أنّ القرارات الأخيرة لحكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في وزارة العمل التي تهدف إلى توفير البيئة المناسبة لعمل الشباب السعودي في مختلف المجالات، أسهمت بشكل كبير في إعطائهم فرصة للمنافسة الجادة في سوق العمل . وقال : " لاشك هذه القرارات الحكيمة أعادت التوازن لسوق العمل، وقللت من سيطرة الوافدين عليه ، وأعطتنا مجالاً أوسع للمنافسة الشريفة لخدمة وطننا". وأضاف" بلدنا فيه خير كثير يحتاج فقط إلى من يعمل بجد وإخلاص ". وأظهر التقرير السنوي لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية ( 2016) تنامي إسهام المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي للمملكة، إذ وصل إلى 20 % ، وبلغت نسبة العاملين السعوديين في هذا القطاع إلى 34 %.