التقى معالي عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للفتوى الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، أعضاء ومنسوبي فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض، بحضور معالي الرئيس العام للهيئة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند. وأوضح معالي الشيخ الفوزان أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قام في الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة، ولا يزال محل العناية من ولاة أمرها الذين يتواصون بهذه الشعيرة ويقومون بها خير قيام؛ لأنها صمام الأمان لبقاء الدولة واستمرارها وهو مناط العز لها، مشيراً إلى أن هذا المرفق المهم من أهم مرافق الدولة وهو مناط النصر من الله لها كما قال جل وعلا {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر} فالله - جل وعلا - جعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سببا للنصر { ولينصرن الله من ينصره } فهو سبب لنصر الأمة وبقائها واستمرارها. وأكد معاليه أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب للنجاة من العذاب إذا وقع، لافتاً إلى أن المسلمين من عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقومون بهذه الشعيرة العظيمة ابتداء من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما في قوله تعالى { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ }. وقال معاليه هذا هو نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ودرج على هذا خلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم وصحابته الكرام، واستمر هذا في الأمة المحمدية إلى أن جاءت هذه الدولة المباركة فجعلت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قسما من أعمالها الجليلة وأقامته وأيدته وكونت له جهازاً خاصاً . وأضاف معاليه وقد ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك مثلاً بقوم استهموا على سفينة في البحر ( يعني اقترعوا ) فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا أرادوا الماء يصعدون إلى من فوقهم ويرتوون الماء فقالوا لو خرقنا في نصيبنا ولم نؤذ من فوقنا، فلو تركوهم يخرقون خرقاً في السفينة لغرقوا جميعاً ولو أخذ الذين في أعلاها على أيدي الذين في أسفلها نجوا ونجوا جميعاً، هذا مثل واضح ضربه النبي - صلى الله عليه وسلم - لهذه الأمة، أنها لا تزال في النجاة مادامت مقيمة لهذه الشعيرة العظيمة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما دام الناس يرجعون إلى من فوقهم في العلم والسلطة والتمكن، ولا يشذون ويتصرفون لأنفسهم بدون أن يراجعوا هؤلاء الذين لهم الشأن، وهم في الطبقة العليا من السفينة، وهذه الشعيرة قائمة بحمد الله في هذه الدولة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر يصدق عليها قوله تعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}. وبين معاليه أن المملكة تفردت بهذا العمل الجليل دون سائر البلدان، وإن كان الخير موجود في بلاد المسلمين لكن الله فضل بعض الناس على بعضهم بأعمالهم وما يقومون به نحو دينهم ونحو ربهم ونحو مجتمعهم. مبيناً معاليه أن رجال الأمر بالمعروف قد تشرفوا بالقيام بهذا الأمر مما يستدعي شكر هذه النعمة والحفاظ عليها. بعد ذلك استمع معاليه للاستفسارات والمداخلات وأجاب عنها.