تواصلت جلسات منتدى الرياض الدولي الإنساني الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وذلك في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفنق الإنتركونتنتال. وفي الجلسة الثالثة رفيعة المستوى عن الابتكار وإعادة التشكيل في القطاع الإنساني أوضح مستشار الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية توماس ستال أن الاحتياجات الإنسانية تغيرت خلال العشرين سنة الماضية، مبينًا أن الوسائل التقليدية في العمل الإنسانية لم تعد مجدية. وأشار إلى أن المساعدات لم تعد تقديم الغذاء فقط بل أصبحت تقديم مساعدات اجتماعية ونفسية، موضحًا أن التحديات بوجه العمل الإنساني أصبحت أكثر صعوبة بسبب الأوضاع الأمنية في كثير من دول العالم. وعبر رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الإيطالي نيكولا لاتوري عن شكره للمملكة ممثلة بالمركز على تنظيم هذا المنتدى المميز لكونه يتيح لنا أن نسمع مختلف الآراء من الجميع. وقال إن أكبر مشكلة إنسانية هي مشكلة المهاجرين الذين ينزحون من دول كثيرة في العالم نتيجة الصراعات وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، داعيًا إلى تقديم مختلف أشكال الدعم الإنساني لهؤلاء المهاجرين. وقدم المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية بيتر سلامة شكره الجزيل للمملكة على عقد هذا المنتدى الدولي المهم وللجنة المنظمة على عملها الرائع والدؤوب، مشيرًا إلى أن منظمة الصحة العالمية تعمل في 50 من مجالات الطوارئ حول العالم، متطرقًا للأوضاع الإنسانية في العراق حيث عانى مليون شخص في عام 2017 م من ممارسات تنظيم داعش الإرهابي ، وهو عدد لم نلحظه منذ الحرب العالمية الثانية، وتابع أن المنظمة عالجت 20 ألف مدني عراقي وأسهمت بالحفاظ على أرواح ألفي شخص هناك. وندد بيتر سلامة باستهداف الأطباء والممرضين في مناطق الصراعات الذي يعوق العمل الإنساني وتقديم الخدمات الطبية. وشكر رئيس العمليات في الهيئة الطبية الدولية البروفيسور كي لو مركز الملك سلمان للإغاثة والمشرف العام على المركز الدكتور عبدالله الربيعة على حسن التنظيم والشراكة المميزة. وقال إننا نعمل في 28 دولة حول العالم منها اليمن وجنوب السودان والعراق، معلقًا على قلة الموارد المالية وصعوبة الوصول للمستهدفين في مناطق الأزمات، مشددًا على أهمية القيادة في مجال العمل الإنساني. وعبر المدير التنفيذي لمنظمة "ميرسي كوربس" السيد سايمون أوكونيل عن تشرفه بالمشاركة في أعمال المنتدى، مفيدًا أنهم يعملون في 41 دولة حول العالم منها جنوب السودان والصومال وأفغانستان وسوريا وغيرها، موضحًا أن 1.5 مليار شخص في العالم يعيشون في مناطق صراعات تكلف الاقتصاد العالمي 40 مليار دولار سنويًا. وأكد أهمية الثقة بالمنظمات العاملة في الميدان الإنساني، مشيرًا إلى افتقاد الثقة بالمنظمات الإنسانية غير الحكومية. وأكد أستاذ الصحة العالمية والشؤون الإنسانية في جامعة مانشستر الدكتور موكيش كابيلا أنه لم يكن هناك أي شكوك بالعمل الإنساني في السابق غير أن الأمور تغيرت حاليًا، متناولاً أهمية تشكيل شراكات جديدة في الميدان الإنساني. عقب ذلك عقدت الجلسات الفرعية للجلسة الثالثة للمنتدى التي تناولت موضوعات إعادة تشكيل النظام الإنساني والوقوف على نتائج مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني وتقييمها، والابتكار والتقنية في مجال العمل الإنساني، وتطوير الاستجابة الإنسانية من خلال البحوث الأكاديمية. وعقدت جلسة ثنائية مع شخصية مؤثرة في المجال الإغاثي لنقاش الابتكار وإعادة التشكيل في القطاع الإنساني، تحدث فيها الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند.