استحوذت فعاليات ميدان الفروسية في مهرجان سفاري بقيق في نسخته الثانية ، على تركيز الآلاف من زوار المهرجان ، الذين شدتهم عروض فرسان سعوديين، بإطلاق البارود من فوق أظهر الخيول المسرعة ، في استحضار حقيقي للمعارك التي شهدتها أرض الجزيرة العربية، قبل 150 عاماً مضت. وأوضح مشرف ميدان الفروسية في المهرجان مطلق الجعيد أن عروض الخيل والبارود من أكثر الفقرات التي شدت انتباه الحضور، مبيناً بأنه كان يطلق عليها في السابق مسميات مختلفة منها "المجاميع" و"المكحلة"، وفيها يقوم عدد من الفرسان، بامتطاء خيولهم المسرعة فوق رمال الصحاري، والإمساك بالبنادق القديمة، واطلاق البارود منها، دفاعا عن الأرض والعرض والدين من الأعداء والمتربصين. وأشار الجعيد إلى أن مقاتلي الصحراء القدامى كانوا يستخدمون بنادق البارود بكثرة في حروبهم، كما استخدمها العثمانيون، وكان في السابق من لديه البندقية والفرس، يعد فارساً ، ومن حماة القبائل، أما اليوم، فمن يملكها، فهو من حماة الموروث الشعبي القديم ، ومن حماة تراث الصحراء. وتابع الجعيد: بنادق البارود كانت من أهم الأسلحة التي كان فرسان الجزيرة العربية، يعتمدون عليها في الماضي، لإدخال الرعب في قلوب أعدائهم، مشيراً إلى أن البارود كان يصنع من الفحم والملح ، وكان الفرسان لديهم خبرة كافية ، في حشو ماسورة البندقية بالبارود، بنسبة معينة، حتى لا تنفجر إذا ما تم حشوها بكمية تفوق المطلوب". وأضاف الجعيد : " ما نشاهده الآن ، تطلب المزيد من التدريب والتجهيز المسبق، وأهم هذه التدريبات، ضرورة أن يكون هناك تناسق وتفاهم بين الفارس والخيل، أثناء إطلاق البارود، ويتطلب هذا التفاهم، أن يكون الفرس معتاداً على سماع صوت البارود، حتى لا تحدث مفاجآت غير متوقعة منه، ويخضع الفرس لعمليات تدريب مكثفة، تبدأ بإطلاق البارود على مسافة بعيدة عنه، وتقل المسافة شيئاً فشيئاً، إلى أن يطلق الفارس البارود من فوق ظهر الحصان، وعلى مقربة من أذنيه، ليس هذا فحسب، وإنما تتضمن التدريبات أيضا أن يستشعر الحصان، أن الفارس الذي يمتطي ظهره، يمسك بيده بندقية. وبين الجعيد أن عدد الفرسان المشاركين بخيولهم في المهرجان بلغ 20 مشاركاً ، وقال : "هؤلاء تدربوا على أداء الكثير من الحركات الخطيرة، مثل أداء الحركات البهلوانية، والتقاط المنديل من على الأرض، ورمي الرمح، واللعب بالسيف، واصطياد الأهداف المتحركة، وحركة صعود فارس على ظهر فارس آخر، لأداء حركات بهلوانية، والقفز بالخيل، والسباق، وتحية الجمهور".